مع الاسلامويين1

احنا مجموعة متع اساتذة ومعلمين نخدمو في ريف و نتنقلو يوميا. و بما انو عندنا اربعة سنين على ها الحكاية ( الكلهم تعدو زمة) وثمة اشكون عنده اكثر ولت علاقتنا مع الشوفرة متع النقل الريفي علاقة متينة، ولينا نعرفوهم ويعرفونا و نحكولهم ويحكولنا... يخذوا بخاطرنا و يستنونا. و احنا بالمقابل ما نطلعوا كان معاهم..

الصباح احنا يلزمنا نخرجوا قبل بساعة و الا ساعة غير ربع. اذا نخدمو 8 يلزمنا السبعة غير ربع نبدوا في المحطة.. و السبعة غير ربع في الشتاء الدنيا ظلمة دحيسة خاصة كيف يكون الطقس خايب شوية (تسحب السماء و ما تصبش المطر في العادة)

للحد هذا نتصور انكم تنجموا تفهموني كيف نحكيلكم على مختار متع النقل الريفي.

مختار عمره تقريب 35و الا 36 سنة، هكة يظهر و يمكن يكون اصغر، قصير شوية و ضعيف، و مختار من الشوفرة اللي ما تنجمش تحدد مزاجه كيف تخزرله، ما تنجمش تعرف متفرهد و الا متغشش، الحاصيلوا ملامحه ما تجوبش.

نهار من النهارات المظلمين متع الشتاء ، طلعنا مع المختار ، الكرهبة معبية، الكراسي مندين شوية، و الشباك اللي بحذاية يعمل في الحس و يدخل في الهواء البارد والبرد يضرب في العظم مباشرة ، الدنيا مازالت مظلمة و ثمة ضباب ... اول ما خرجنا من (مناطق العمران) حل مختار المسجلة متع الكرهبة. حلنا "عذاب القبر" و قو في الصوت و بدا هاك الراجل يبكي و يتضجر و يتوعد ... تو الدنيا مظلمة و الكراسي مندين و عذاب القبر يشرقع ، و مختار يجري يمكن في 120كلم/س و الا اكثر، يعني تحس بروحك على نعش ومتوجه طول للاخرة....

انا الحق فديت و ما نجمتش نصبر:

ـ سكر علينا المنوحة و نقص شوية يا مختار، شبيك حليتنا عذاب القبر على الصباح، ناقصين نكد، ما عمار قايم بالواجب ( مختار ما ينجمش يعرف أنو عمار نقصد)

و على كلمة منوحة يعملي مختار ندابة:

ـ منوحة... تي هذاكة ختم القرآن موش عذاب القبر... و خزرلي المختار خزرة حسيتها معبية بالازدراء و فيها نوع غريب متع تهكم، حسيت مختار يحب يقولي: ( لاعبها قاري و تقري في الصغار .... اش قروك مالا كي ما تعرفش دعاء ختم القرآن) و أنا بالرغم الي متأكد انو عذاب القبر كنت باش نجاوب المختار ببرودة دم :( الحق احنا ما قروناش عليها الحكاية هذي في الجامعة، يمكنش يقروها للجماعة اللي يكملوا قرايتهم بعد المتريز...)

مختار خزرلي و سكت و انا شديت فيه الباس باش يسكر علينا المنوحة... و تكلم معلم قاعد من تالي و قال للمختار : نقص ياخويا راك ماكش هاز الثلج... سايسنا يعيشك

وعلى كلمة ثلج نشيخ أنا ضحك. أنا الحق تفكرت واحد من أصحابي حكالي نكتة على واحد، قال أول ما شروا فريجيدار، من الفرحة عمل كسكروت بالثلج...

المخ ما عجبتاش الحكاية و بدا يقحرلي على جنب... وما ذبيه كان ماعدادش نطلع معاه اصل

تو انا مشكلتي ميش مع المختار، أنا نعرف اللي المخ يروح تاعب، يمكن يبدل حوايجه و يمكن لا، يتعشى و يتمشى و يحل التلفزة ، ومما لا شك فيه اللي مختار يتفرج على الشيوخ و يبدا يصلي على النبي و على دين والدين الثقافة و العلم اللي معبين بيه الشيوخ رؤوسهم ...

و نعرف اللي المختار ينجم يتبدل180 درجة لوكان يبدل الشان اللي يتفرج عليهم...

ثمة الآف المخاتير اللي نجموا ننقذوهم من عذاب القبر اللي عايشين فيه لوكان نوسعوا بالنا معاهم شوية، و من غير ما نصدموهم نبينولهم اللي العقل هو اللي يميز بنادم على الهوايش الاخرين و اللي بنادم هو الهايشة الوحيدة اللي تفكر و تتكلم و بما انها تفكر وتتكلم يلزمها تشك في الكلام اللي قالوه الهوايش اللي يفكروا و يتكلموا الاخرين، على خاطر ما ثمة حتى فرق بين هايشة تفكر و تتكلم و هايشة اخرى تفكر و تتكلم...

هيا قول وصلنا وخدم الواحد و خرج وقف على الكياس باش يعمل ستوب .كيف يكمل الخدمة تلقاه الواحد خواطرة مدرهة من التعب ويبدا تكلم في القسم 6 سوايع ،و شاح ريقه كما ينبغي... معناها مذا بيه يروح ساكت، النفس لا، أما الضريبة اللي يدفعها هي انو ساعات يدبر ستوب ، وكيف يجبدلك السيد اللي حبسلك الهدرة يلزم تتفاعل معاه شوية، موش معقول باش تطلع في كرهبته و كيف يكلمك تقلو: تعمل مزية سكر علي فمك راني تاعب...

المهم: نهارتها من سوء حظي ، طلعت مع سيد أعظم من مختار متع النقل الريفي،

السلام عليكم، عليكم السلام، قالي : تخدم هنا ؟ ( تو أنا واقف قدام الليسي نعمل في استوب و في ايدي كرتابل، زعمة نطلع نخدم في الستاغ...)

أيه نخدم هنا ، قلت.

-أستاذ؟

اييه قلت،

قال : رجل تعليم معناها؟

( اينعمبو ها النهار الكلب قلت في قلبي) خزرتله و تبسمت.

سكت شوية وجبدلي الهدرة على الجفاف: يخزر من شباك الكرهبة و يقول: الكل من أعمالهم، باش يقتلهم القحط.

(برة قلت نسكت خير، انا ريقي شايح خلقي وهو يظهرلي فيه يحب يحكي برشة ـ على حساب السيد الرب اللي يحكي عليه شمايتي، متشمت في الناس اللي خلقهم. تي الواحد هاو انسان لا زاد لا نقص و ما ينجميش يتشمت في تلميذ بليد ركيك...)

هيا دورت وجهي للشباك و قلت خليني نعمل روحي باش نرقد من التعب، أما السيد ما حبش يفك، قالي:

بربي تو انت استاذ و قاري، باش نسألك: الموسيقى حرام والا حلال

أنا الحق لعبت علي الدوخة... حسيت ايد كبيرة و كاسحة و ناتنة عطتني صرفاق و اختفت...حدود العالم تتقلص و تتمدد في كل دقيقة كيف الاكورديون و احنا نحكو على الموسيقى حلال و الا حرام .... ونسخايلو الجنة برديل... ملا وكسة
لا ، قلت، ماهوش صحيح، ماهيش حرام الموسيقى ... نضروش حد كيف نعزفوا و الا نسمعوا الموسيقى ،
قال لا
قلت : مالا وين المشكلة...
سكت شوية و قال هاو الشيخ... ( سمالي نومرو انسيت اسمه) قال ندرا اشكون قال في كل مزمار شيطان..
انا بدت تطلعلي الكلبة بنت الكلب، قلت:مالا على الحساب هذا الارغن مثلا مجمع متع شياطين، معسكر كامل...
ـ راهم الشيوخ و العلماء يعرفوا اش يقولوا، راهو موش من فراغ يتكلموا، لا انت و لا أنا نجموا نوصلوا الى مستواهم.قال
ـ لا ، قلت، انا خير منهم الشيوخ اللي تحكي عليهم...
و يستلبس الراجل فرد دقة... يمكن مخه تحرق فرد مرة... حسيته شعل من داخل، و الله فرحت، وقلت خليني نكمل عليه اليوم، خلي يحلف ما عادش يحبس استوب حتى ل حد،
قتله: هذوكم ما يعرفوا شي راهم...
خرفففففففففففففف قال.تو بربي كيفاش ما يعرفوا شي و يعدوهم في التلفزة؟؟؟
قلت: تي هام يعدوا في اشرطة وثائقية على البهايم في التلفزة و على الجران و البوكشاش... معناها يعرفوا، ثم انو بلعكس ما دام تعدى في التلفزة معناها ما يعرفش في أغلب الاحيان...
الحاصيلو شخت عليه، بالدم البارد و نلقى روحي ما عندي علاش نغشش في روحي
أما الواحد كيف يفكر في الحالة اللي وصلنالها، في مختار و السيد اللي حكيتلكم عليه.... يخاف، ما يخافش على ها الجماعة هذوما اللي ماشين ، أما يخاف على الجايين
طبعا جزء كبير من المسؤولية على ها المد الظلامي الغريب ، نتحملوه أحنا . أحنا المسؤولين ، على خاطر احنا الي خلينا الفراغ يتوجد و اذا توجد فراغ يلزم تعبيه حاجة... احنا اللي بقينا نتفرجوا على تلامذتنا، تأطر فيهم الرحمة و الرسالة و الزيتونة.... ومن بعد نقولوا، شبيهم ولوا هكة؟
احنا اللي نحسوا في الانهيار و التردي و نلمسوا فيه كل يوم و باقين نخزروا....

هناك 7 تعليقات:

  1. تدوينة ممتعة و تحكي على عينة قاعدة تتكاثر بسرعة كبيرة...ثمة بالحق دعاء ختم القرآن متاع السديسي فيه بكا لعل المختار موش غالط و على فكرة و على الأقل في التاكسي الشوفور ما عندوش الحق يحل الراديو جملة

    ردحذف
  2. Werewolf
    مرحبا بيك
    يمكن المخ عنده حق، أما انا منيش فاهم البكا علاش؟ الكبي علاش...
    انا فعلا قصدت انو ثمة عينة قاعدة تتكاثر بشكل يخوف
    و المشكلة كيف يبدوا موجودين في المدارس و الليسيات و الجامعات..

    ردحذف
    الردود
    1. 9al erassoul 3alayhi salet w assalem "idha sami3toml9or2en fabkou aw tabekou" rahou erahba wil5ouf min Allah sob7anou w ta3ala 7aja meyitmanykouch 3leha ness Allah yehdi me5la9 7assbiya Allah w ni3ma lwakil

      حذف
    2. @ غير معروف
      اولا البكاء ليس تعبيرا عن الرهبة و الخوف فحسب.. قد يكون تعبيرا عن المتعة و اللذة.. البكاء قد يكون من شدة الفرح ولعله البكاء المقصود في حديث الرسول فالقرآن " اخرج الناس من الظلمات الى النور" و ازعم ان الخارج من الظلام الى النور لا يبكي خوفا ولا رهبة بل فرحا.. (فكر في الامر)
      ثانيا العلاقة بالله ليست بالضرورة علاقة خوف و رهبة قد تكون علاقة حب ( انظر نصوص الصوفيين)
      ثالثا دعوت لي ("ربي يهدي ما خلق") ثم كأنك دعوت علي؟؟؟ ("حسبي الله ونعم الوكيل") لماذا يا أخي ( أختي) لم تتنتظر قليلا ليستجيب الله لدعائك الاول؟؟؟؟
      رابعا التدوينة كتبت في فيفري 2009.. فشكرا لمرورك بعد هذه السنوات.

      حذف
  3. اهلا
    ما جذبني لهذه المدونه هو اوّلا البسودو متاعك اللي ذكّرني بأجمل القصايد اللي قريتها لدرويش .. فمرحبا بك في حربنا من أجل الجمال .. جمال كل شيء
    فعلا نحن في حاجة الى ان نوجّه لانفسنا مثل هذه الاسئلة و بكل شجاعة عوضا عن الاكتفاء برفع المظالم من تنامي المد السلفي

    ردحذف
  4. brastos
    - مرحبا بك
    - فعلا لاعب النرد من أجمل قصائد درويش و أنا نتصور انها تكثف قسم كبير من تجربة هاك الراجل المدهش، هذاكا علاش اخترتها.
    - باهية حكاية" حربنا من أجل الجمال" عبارة تحسس الواحد الي هو على قيد الحياة...
    مشكور على الزيارة.

    ردحذف
  5. كنت منذ مدّة حكيت حكاية..من الحومه متاعي .. في الاتجاه هاذا ..
    هنا
    http://kahaw.blogspot.com/2007/12/blog-post_8993.html

    ردحذف