اللي يعملوا في البوليتيك...

الحكاية هذي حبيت نجبدها عندي مدّة. قلت نطرحها للنقاش. و الحكاية في الحقيقة هي "حيرة" تحوّلت لبرشة أسئلة.

في أول الثلاثية الثانية واقف قدام الليسي نستنّى في النقل، جوني تلامذة يتشكّوا من الاعداد الضعيفة اللّي عطيتهالهم (أنت صعيب مسيو قالوا. صعيب شوي قلتلهم). نحكي معاهم على المشكلة متع النتائج وخاصة على الفتور اللي يتعاملوا بيه مع القراية، وأنا نحاول نرفع من معنوياتهم ونحاول نحفّزهم على الاجتهاد والاصرار على تحقيق أهدافهم، ما نعرفش كيفاش سألتهم على طموحاتهم… وترجمتلهم السؤال الى صيغة بسيطة ياسر: اش تحبّوا تعملوا كيف تكمّلوا قرايتكم؟ عندكمش هدف واضح تحبّوا تحقّفوه في المستقبل؟

الاجابات كانت على النحو التالي:

يحبّوا يخدموا أساتذة ، محامين ، قضاة… يحبّوا يحرقوا يجيبوا الدوفيز… يحبوا يعرسوا…

سألتهم: ثمّاش واحد يحب يولّي رئيس؟

الجماعة قعدوا يخزروا لبعضهم . أنا بيدي حسيت روحي ما عندي ما نقول. من حسن الحظ نشوف في النقل الريفي جاي من بعيد ... هيا اقروا على أرواحكم و تصبحوا على خير، قلتلهم.

كيف طرحت السؤال على التلامذة في الاوّل كنت نفدلك معاهم، و لكن من بعد انتبهت انّه ما ثمّة حتّى واحد منهم عنده طموح سياسي

في الثنية طرحت على روحي نفس السؤال: شبيني ما حبيتش نولي رئيس أنا؟ نقصد شبيني ما جاتش لبالي الفكرة بالكل؟ (موش عرضوا علي و أنا قلت لا). أنا زاد ما كانش عندي طموح، و لتوّة ما عنديش طموح باش نوصل لمنصب سياسي مرموق.

نسيت الحكاية كيف روحت، تولهيت في قضيات كمّلت قضيتهم، في الليل كيف كلّموني صحابي و خرجنا باش نسبّوا... و نقشقشوا في الجدارة متع... ( وها الشيء رانا نمارسوا فيه على سبيل الهواية وزيد الناس الكل مغرومين بيه السبور متع السبّان ). المّهم، تفكرت السؤال و طرحته عليهم: بربيّ شكون منكم حبّ يوليّ رئيس وقت اللّي هو صغير....؟ خزروا لبعضهم. واحد منهم قال: يزيّ ما عادش تسربوله السخطة !!!! و كيخ بالضحك... كبّشوا في الضحك لين بطّلت من السؤال.

الاكيد انّ الانسان ما يكونش قاعد يقوم يحب يولّي رئيس، أكيد الامور ما تمّش بالطريقة هذي.موش كيف واحد عنده طموح أكاديمي مثلا، ما عليه كان يقرأ على روحه لين يكمّل شهايده الكلّ... كيف واحد عنده طموح سياسي، ولكن الاكيد زادة انّ ثمّة واقع ما نجّموش ننكروه. و هو نفور أغلب فئات ها الشعب الكريم من العمل السياسي و النقابي ، بل وحتى من نشرة الاخبار، على خاطرها تذكّرهم يمكن أنّه ثمة حاجة اسمها شأن عام.

يمكن على خاطر قرون من الاستبداد خلقت فينا الكل خوف من تحمّل المسؤولّية، على خاطر تماما كيف ما تربية الاب القاسي و المستبد ما تنجّم تطلع كان أبناء خوافين و موش قادرين باش يواجهوا مشاكلهم و موش قادرين باش يربّوا صغارهم نهار اخر، المواطنين اللي يعيشوا في ظلّ الاستبداد يكونوا غير راغبين في تحمّل المسؤولية.. و يمكن على خاطر المجتمعات الاستهلاكية ما تنتج كان أفراد مهووسين بساعادتهم الفردية و يعتبروا الانخراط في الشأن العام ضرب من ضروب الغباء (" كيفاش انسان عنده ذرّة عقل ، يدخل في معامع توجع الراس و يبدا يعمل في "البوليتيك" الفارغ"؟) أحنا أساسا في عاميّتنا كلمة " بوليتيك" تعني حاجة فارغة .

و الغريب هو أنّ ها الناس اللي حركهم الهوس بسعادته الفردية الخاصة يبقوا مصرّين على رأيهم حتى كيف تتعدا الثلاثين عام الاولى من أعمارهم سبهللا، يعني من غير ما يحققوا حتىّ حلم من أحلامهم الثلاثة الصغيرة: دار صغيرة وكرهبة صغيرة ومرا صغيرة.

الاكيد انّ الاسباب الكامنة وراء ها لمشكلة أكثر و أعمق من الحاجتين اللي حكيت عليهم. و لكن نتصوّر أنّ الاخطر هو تبعات ها النفور العام من الشأن العام.

(موضوع يمكن نرجعله)

هناك تعليقان (2):

  1. Désolé, je vais me permettre deux mots en français pour des raisons techniques
    D'une façon générale, à l'adolescence, un jeune est incapable de dépasser le moment présent et ne peut se projeter dans l'avenir
    Mais ta question reste pertinente pour toutes les autres tranches d'age et d'une façon générale pour un citoyen 'lamda
    Je pense que le citoyen Tunisien connaît aujourd’hui un désintérêt pour la politique, du fait d’un rejet des pratiques politiques actuelles
    Persuadé de ne pouvoir jouer aucun rôle, il adopte un comportement passif, docile, accepte le système socio-économique (et politique) actuel comme étant le seul possible et souhaitable

    ردحذف
  2. Dovitch
    نتصور انو المشاريع و الا الطموحات السياسية تبدأ في سن الشباب. تبدأ بالاهتمام بألشان العام و الانخراط فيه في مرحلة لاحقةو الاهتمام ينجم يتحول الى مشروع سياسي واضح...أغلب السياسين الموجودين على الساحة اليوم تكونوا في الحركة التلمذية و الطلابية...و غياب الاولى و تدهور الثانية أمر يخوف.
    نوافقك ان الممارسات متع السلطة اليوم، هي واحد من أبرز اسباب النفور على خاطر كرست احساس الافراد بالعجز لكن هي استمرار للاستبداد متع قرون...
    شكرا على التفاعل.

    ردحذف