في معنى " الخريان فيه"

باش نحاول ننقل تفاصيل صارت اليوم في قاعة الاساتذة... و من بعد باش نعلق
الثامنة متع الصباح، عندنا ثلاثة زملاء اقترحوا الدخول في اضراب. بالطبيعة قعدنا باش نفهموا و نتفقوا على موقف... و اذا ما اتفقناش المهم نفهموا وجهات النظر
زوز من الزملاء هاذم و لا عمرهم اضربوا... عندنا 6 سنين نخدموا مع بعضنا و لا عمرهم اضربوا و لا كان عندهم استعداد حتى انهم يوقفوا معانا كيف يبدأ ثمة مشكلة باش ناقشوها في علاقة ظروف العمل و الا غيرها.. حتى الوقفة الاحتجاجية متع 20 دقيقة "المخجلة" (في خضم الاحداث ) ما التزموش بيها و الزميل الثالث كان معنا في العامين الاخرين ... يشارك في الاضربات كيف الناس الكل بقطع النظر على الاسباب اللي خلته يلتحق بينا (ومن الحب...)
المهم حاولنا نقنعوهم اللي النقابة العامة قررت الاضراب نهار الخميس و اللي من المستحسن ننضطوا و نلتزموا بالقرار خاصة في وضع حساس على الاقل باش نقطعوا الطريق على الهجمة المنهجية اللي موجهة ضد رجال التعليم بشكل خاص و الاتحاد عموما و اقترحنا ان الاضراب يكون بساعة احتجاج على الهجمة في انتظار ان غدوة يكون الاضراب تمهيد لمسيرات تنطلق من دار الاتحاد... بعد ما تعدينا للتصويت و عبرت الاغلبية على رغبة في الالتحاق بالعمل في التسعة رفضوا بتعلة ان التصويت كان على الرد على الهجمة ضد رجال التعليم في حين اللي مطلبهم هم متعلق باسقاط الحكومة و قالوا نزيدوا نستنوا توة يلتحقوا زملاء اخرين
علت الاصوات و بدوا يخطبوا علينا...
و قرروا انهم يستمروا في الاضراب بعد ما اتهمونا بالخيانة... خيانة الثورة
لحد هنا الامر مازال قابل للفهم... أما اللي موش مفهوم هو انهم بقوا للعشرة و من بعد روحوا لديارهم... طبعا لا كتبوا لائحة اضراب و لاهم يحزنون... يعني باختصار قطعوا من الخدمة
هذا واحد من الامثلة اللي ولت تصير كل يوم من 14 جانفي و انت جاي... واحد من المواقف اللي تنجم تبين بشكل واضح معنى الخريان فيه بما هو رؤية.. بما هو شكل من أشكال الاقامة على سطح الارض... الحياة على نحو " الخريان فيه"

نفترضوا جدلا اللي اللحظة لحظة مد و اللي اللي صاير امر عادي... في الحالة هذي يلزمنا نتقبلوا " الخريان فيه" كمنهج ينجم يفرض روحه... و هذا الخطير في المسألة، خاصة و ان اي اعتراض قد يعرضنا لتهمة الخيانة... خيانة الثورة و مبادئها
" و الخريان فيه" عنده تجليات متنوعة... اعلامية كيف جريدة الحدث و الصريح.. و التلفزة تونس7و حنبعل.. ونسمة و تجليات سياسية.. كيف ثابت و الاينوبلي و الغنوشي ( الغنوشيين الزوز) ...مثلا و القذافي و غيرهم و الاخطر هو تجلياته الثقافية... نقصد تكريس ثقافة الخريان فيه باعتبارها البديل الوحيد على الديكتاتورية
و تنجموا تعتبروا كلامي زادة خريان فيه راهوا ما يقلقنيش

افكار بصوت هادئ

استعير العنوان من سعدي يوسف لتقديم بعض الملاحظات الاولية
سأبدأ مما يفترض انه " أخطار" تحدق بما تم انجازه ( هذا الذي يبدوا فريدا جدا.. حين نحاول ان نتذكر ما تعلمناه عن ثورات الماضي... )
ان ما قد نتوجس منه خارجي و داخلي.
ـ الرجعية العربية أو الدكتاتوريات العتية التي قد تسعى " انتصارا لصديقها القديم" او بسبب خوفها مما حصل في تونس الى تشويهه وتحويل مساره، والعنف هو سبيلها الوحيد الى ذلك... ببث الهلع او بالاغتيالات السياسية مثلا ...
ـ الامبرياليات التي قد لا تطمئن الى ان القوى المعتدلة ستحسم الامر لصالحها و عليه فان خوفها من انحراف المسار لصالح " المتطرفين" سيجعلها متحفزة و لكن تدخلها سيكون دبلوماسيا
اما داخليا فان فان محاولات الالتفاف على ما أنجز سكتكون آنية و و لاحقة... في سياق الصراع على موضع ضمن حكومة انتقالية... او لاحقا اتناء الانتخابات التشريعية و الرئاسية...فلئن تمكنا من كشف النخب الاسياسية الانتهازية بيسر بما يساعد في عزلها فقد يكون عسيرا كشف محاولات الالتفاف في ضوء تحالفات و تغير المشهد السياسي لاحقا.
ان هذه الاخطا قد تكون حقيقية و قد تكون مجرد هواجس نظرا لحالة التوتر الشديد الذي ينتاب الجميع ... و في خضم الطفرة الشديدة للأخبار و الواقف و التحليلات المتضاربة.و اليوم و لأن الامور مرشحة للهدوء أكثر من الايام السابقة فان احتمال ان تكون مجرد هواجس يصبح الاحتمال الاقرب.
ان الهدوء النسبي يجب ان يستغل اولا في اعادة دورة الحياة الى طبيعتها... اعادة دورة الاقتصاد الى العمل بانتظار ان يكون نسقها اسرع في ضوء الاصلاحات التي ستقرر لاحقا و حتما تفعيل عمل اللجان المكلفة بالاصلاح السياسي و محاسبة الفاسدين... ثم على جميع الحساسيات السياسية بعد ذلك ان تبدأ بمراجعة خطوطها ... ليس على التجمع وحده ان يقطع مع ماضيه... بل على كل الاحزاب والحساسيات ان تراجع على الاقل تصوراتها و طرائق عملها و توضح بدائلها و برامجها... بل على بقية مكونات المجتمع المدني ان من جمعيات و غيرها أن تنخرط هي الاخرى في نفس المسار.
اعتقد ان الابدال وثيق الصلة بالوعي.. لكي لا نخدع مرة اخرى... علينا ان ننخرط جميعا في العمل باعتبارنا أفرادا لا أعضاء في قبائل... بقطع النظر على التنويعات المقترحة للقبيلة... فقد تكون القبيلة حزبا سياسيا او جمعية رياضية
و الوعي بهذه الصلة سيتيح لنا استثمار الحريات الفردية بشكل مدني و حضاري بعيد عن الاغراق في الشعبوية... ثمة قوانين يجب ان تحترم... ليس من حقنا ان نعزل و نسمي باسم الشعب او ان نقتل باسم الشعب
القطع مع ما تكرس يعني اننا سننجح في انتاج خطاب سياسي و ثقافي جديد لا أن نعيد انتاج الخطاب القديم...
أخشى ان نعيد انتاج نفس الخطاب القديم ، خطاب " الخاضعين للديكتاتورية "بخطاب مغلف بلبوس شعبوي...


رجاء الى كل تونسي

رجاء الى كل تونسي... رجاء بنبرة توسل... الوضع كما يبدو لا يتحمل الاخبار الكاذبة و لا المزايدات و لا التصعيد المجاني و لا الرومانسة المفرطة...
اولا:
اللي عنده خبر موش متأكد منه من غير ما ينشره... موش لازم .. وخاصة الاخبار متع الانفلات الامني ...فلنتجنب قدر الامكان بث حالة الهلع بين بعضنا من غير ما نقصدوا..و في نفس الوقت يلزمنا ننقلوا الاخبار الموثوق من صحتها .. المعلومة يلزمها توصل راهو الامر مهم جدا
ثانيا:
المزايدات موش وقتها... موش وقت صراع بين الالوان السياسية راهو مراجعة الامور الكل ممكن بعد حين... ينجم يتأجل نهارين و الا ثلاثة..و الا شهر
يلزم وقت باش نفهموا البرامج الكل و تتناقش... و موش معقول بباش تبدأ المزايدات من النهار الاول... راهي المزايدات الفارغة تحل باب الخراب... وراهو الابدال اللي صار انجزوه التوانسة الكل... من غير مزايدات... من غير استعراض بطولات... من غير زعاماتية .. من غير امراض يسراوية.. من غير خطاب وجداني يستدر العواطف بالدين و الا بتعديد التضحيات... من غير شعبوية... بجاه ربكم موش وقت رد فعل راهو وقت فعل... راهي فرصة ما يلزمش تهدر... عندنا اكثر من خمسين عام في الظلام... كيف خرجنا للضوء اعطوا للعين فرصة انها تعدل فتحة الحدقية... اعطوا للعين فرصة انها تتعود على الضوء...
ثالثا
موش وقت رومانسية... موش وقت تعنيق و بوس... ومواطنين تبوس في الجيش و جيش يبوس في الشرطة و شرطة تبوس في الشعب..
الافضل اننا كل واحد يلتزم يشد بقعته... في اعتقادي موش لازم المواطنين يخدموا لا خدمة الجيش و لا خدمة الشرطة... هم مطالين باحترام حضر التجول بصرامة فقط لا غير... و خلي الجيش يقوم بمهمته... خروج الناس للشارع باش يحموا الممتلكات راهو خرق للحضر... الجيش ينجم يفرز وقتها بين اللي يحمي و اللي ينهب زعمة؟؟.. نتصور لوكان الجيش يسير دورياته و هو متأكد اللي المواطنين محترمين الحضر أحسن للناس الكل... باش وقتها كيف يموت سارق ما نقولوش مات مناضل...