اعادة البناء بعقلية " الليقة تجيب" ـ


يبدو ان الامارات على اخفاق الانتفاضة في تحقيق اهدافها قاعدة تتراكم بشكل حاسم.. موش صحيح اللي ما ثماش تغييرات ايجابية، و تغييرات جذرية و عميقة في بعض الجوانب، لكن مع ذلك ما يمكن رصده من امارات الاخفاق اكبر.
و باعتبار علاقتي المتينة بالمرمة باش نستعير مشهد المرمة للتمثيل بالرغم انه ينجم يكون تبسيطي لحد الاخلال...
المأمول و المصرح به بعد 14 جانفي هو انه نعاودوا نبنوا كل شيء من جديد... الدار ضيقة و سيسانها خاربة و المفروض ان الناس الكل باش تنخرط في اعادة البناء... كل واحد من موقعه و كل واحد و اختصاصه... المهندس و البناي و المونيفر ... و كان ثمة زنس نوع متع حماسة بحيث يوهم ان المرمة باش توفى في ظرف 24 ساعة... المشكل انه ما كناش متأكدين من ان عملية الهدم تمت على نحو كامل .. لم يتم فهم ما حصل بشكل دقيق... طفينا الضوء على برشة فراغات و اغفلنا برشة حاجات على اساس انه ما عندناش وقت و ما يلزمناش نباتوا حتى ليلة لبرة، في الخلاء.. باختصار حكمتنا عقلية " الليقة تجيب" .. و دخلنا في الخلطة عاري و لابس... والنتيجة.. ان المقاولين و الدهانة تحالفوا و طلعولنا حاجة ليكس... ليكس ... اربعة حيوط و فوق منهم باش بلاستيك يقطر بالماء .. لا باب و لا شباك.. و لا هم يحزنون... اما برجولية.. الوسع رحمة بحيث بما انها محلولة على رابع شيرة و من فوق زادة .. حاجة ليكس بالحق... احنا ماهو كانوا الشبابيك في الدار القديمة ضيقيين ياسر .. كيف تهدت الحيوط و تحلت علينا من رابع شيرة .. شخنا.. يا خويا حتى هكة باهي... هكة و لا الغط متع قبل ...
المنطق يقول ان اي بناء يسبق بعملية هدم.. و ان البناء ما ينطلق الا بعد اكتمال حلقة الهدم ...
حلقة الهدم عادة تولد في الهامش و يغذيها الهامش و تتوسع حتى تكون في لحظة من اللحظات، قادرة على ابتلاع المركز .. و في اللحظة هذي بالذات تبدأ العمل في اتجاه معاكس و تتحول الى حلقة بناء.. تنطلق من المركز و تبدأ تتوسع في اتجاه الهامش / الهوامش ... و تعمل على مأسسة الهامش و اخضاعه الى سلطة المركز الجديد. و اللي عادة يكون فيه بصمات الفئات اللي شاركت في حلقة الهدم الكل.


نتيجة لتحالف الدهانة و المقاولين و اللي كانوا قادرين انهم يفرضوا العقلية القديمة اللي كانت تحكم، عقلية الليقة تجيب" حلقة الهدم كانت غير قادرة على انجاز مهامها كما ينبغي و بحيث تم تعطيلها في لحظة كانت فيها على وشك الاكتمال و بدأ العمل في اتجاه عكسي....
اليوم تدخل حملات التجنيد الشرسة و الاستعراضية مثلا في اطار محاولة المركز القديم لاعادة اخضاع الهامش اللي مازال ينجم يتململ في اي لحظة... بعد ما صار واضح بالنسبة للمقاولين و الدهانة اللي اللحظة مناسبة جدا.. بما ان الغطاء هو فرض الامن و هيبة الدولة... كأنه فرض الامن ماكانش ممكن من الاول لو توفرت الارادة.. و كأنه فرض الامن ما يولي ممكن كان بعد ما تفد العباد و تحسس اللي هي مهددة في ارزاقها و حياتها...و انها مستعدة للتضحية بكل شيء.. بما في ذلك حقها في المشاركة في البناء و فق مصالحها في سبيل الامن...
باختصار ، فيلم هندي ماط ياسر و مشلق ياسر... و لكن المؤسف انه ناجح جدا

الناس الكل تعرف ان الحاجة الوحيدة اللي تحرك المقاولين هي الربح بمعناه البائس جدا... المحافظة على الامتيازات القديمة و مهما كان الثمن.. و كيف كيف الدهانة. و في اطار تحالفهم، تضمنت للمقاولين مصالحهم و امتيازاتهم المادية و تحصل الدهانة بالاضافة الى امتيازاتهم المادية البائسة على امتيازات رمزية بحيث وسعوا في الشبابيك متع حوانيتهم شوية... و عملوا كل واحد مادة قدام الباب...

هات نحاولوا نتفاءلوا شوية... ثمة اشكون يقول: انتخابات المجلس التأسيسي مازالت، و الاكيد انها هي اللي باش تحسم المسألة و باش تحسمها لصالحنا بالضرورة..
وجهة نظر.. و اكيد ثمة اللي يبررها و لكن.. لو كان نرجعوا لحكاية "وقيت باش تقيد" توة ننتبهوا للخطر الحقيقي
" وقيت باش تقيد" كانت في اعتقادي، بالون اختبار الله اعلم اللي اطلقه اش كان ناوي يقيس بالضبط... ولكن الاكيد ان من بين النتائج اللي تحصل عليها هي توقع اقبال التونسي على انتخابات المجلس التأسيسي.. كان جلي في الفترة الاولى و حتى بعد التمديد ان الاقبال على الترسيم ضعيف.. و الاكيد زادة ان الاقبال على الانتخابات نهار 23 باش يكون ضعيف... و في ضوء ها النتيجة هذي الاكيد ان المقاولين و الدهانة عاودوا ضبطوا حساباتهم... وقرروا يلعبوا على الكبير.. بما ان قياسات بالون الاختبار اثبتت ان الجو صافي و سرعة الريح معتدلة و ان التونسي ديجا بدا يفتر و تضعف حماسته و ماذابيه يغم على راسه و يرقد...
اغراق الساحة السياسية بالاحزاب... الامتناع عن اجراء اي اصلاحات مباشرة تحسس التونسي بان التغيير ممكن.. الانفلات الامني... العمل بشكل ماكر جدا من خلال الاعلام على اقناع التونسي بان شيء ما تبدل و شيء ما ينجم يتبدل.. و اغراقه خاصة في الحكايات الفارغة بحيث شريحة كبيرة تتخيل اللي مشكلتنا الكل مع صحافي بائس كان يمدح في بن علي و ماهيش مع المقاولين و الدهانة... و ماهيش مع عقلية الليقة تجيب اللي قعدت و للاسف فارضة روحها في كل الجوانب.... الحاجات هذي و غيرها احبطت التوانسة و الاكيد انها باش يكون عندها تأثير كارثي على اقباله على انتخابات المجلس التأسيسي و هذي حاجة تخدم المقاولين و الدهانة بشكل هوما بيديهم ماكانوش يحلموا بيها و لو انهم كانوا يتوقعوها على خاطر من الجلي انهم برمجولها و حضرولها مليح...

نفترضوا جدلا توة اللي تم انقاذ الموقف في اخر لحظة... و نجحت الانتخابات بشكل باهر و كتبنا دستور جديد و عملنا عام عسل...
زعمة الدستور يقينا من النكوص؟؟؟ زعمة المشكلة مشكلة دستور جديد و الا مشكلة انسان جديد؟؟؟ تونسي جديد... يختلف على التونسي متع اليوم، التونسي اللي يتحمس في لحظة و تفتر حماسته في لحظة.. و يغم على راسه و يرقد بالعشرين عام؟ التونسي متع " شكرا يا سيادة الرئيس على احداثكم ممر خاص بالمعاقيين".

ثمة عقلية بائسة مهيمنة... . عقلية " الليقة تجيب" و اللي هي النقيض المباشر للاتقان...
و حبينا و لا كرهنا احنا ناس نموتوا على التضكضيك... نعملوا كل شيء فرد وقت و من غير ما نكملوا حتى حاجة و من غير ما نتقنوا حتى حاجة...

ضد الرداءة 4 ( برى اشكي)

" برى اشكي" عبارة متواترة في كلام السادة المسؤولين قبل 14 جانفي و هي عبارة مرادفة " لاشرب و الا طير قرنك" و " اضربلي على الطيارة" و " تخرالي فيه" و غيرها من العبارت اللي تعبر عن تحدي واضح لاي نوع متع قانون و نادرا ما تعبر على ثقة تامة في سلامة الموقف القانوني و الاخلاقي.. على خاطر في الحالة الاخيرة عادة ما يكون الشخص اكثر لطف في التعامل مع الناس بحيث ما يقولش " برى اشكي" و انما يحاول يشرح الموقف.
"برى اشكي" كيف يقولها الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي لاستاذ حاول يطلب تفسير لنقلة يرى هو انها غير مبررة يبدولي موقف ماصط ياسر و محبط و يدل على بؤس اللحظة اللي قاعدين نمروا بيها الكل.
الاستاذ هذا هو استاذ علوم طبيعية يخدم في قفصة و زوجته استاذة علوم طبيعية تخدم في قبلي. عندهم 7 سنوات خدمة. عندهم صغار : عندهم صغير و المرأة حبلى بتوأم و في شهرها التاسع. الزوز عملوا مطالب في اطار تقريب الازواج و الحالة الانسانية. الاكيد انهم ما نقلوش و هذا امر عادي و الزوز تقبلوه برحابة صدر على اساس انه ثمة حالات ما اشوم و للملاحظة الاستاذ و زوجته ماهمش من مناضلي 14 جانفي و ما بعدها، يعني من الاول ، من عامهم الاول خدمة كانوا موجودين في الاضرابات و التحركات الكل اللي تصير على قلتها.
بالصدفة، عرفوا اللي ثمة استاذة علوم طبيعية زميلتهم عندها كان عامين خدمة، عزباء. (بالضرورة ماعندهاش صغار) تحصلت على نقلة في اطار الحركة الانسانية من القصرين الى قفصة. الاستاذة هذي بنت متفقد علوم طبيعية و وولد عمتها عضو مكتب جهوي في الاتحاد.
الاستاذ و في اطار محاولة لفهم الموقف، راسل النقابة العامة و الوزارة و في الاخير هز مرته و تنقل لتونس باش يقابل الكاتب العام و يفهم منه اش صار.. كان مطلب واصح و بسيط: مجرد تفسير للموقف. و لكن السيد الكاتب العام كان واضح (حركة النقل تمت و برى اشكي)
و في الحالة هذي اللي كان شك تحول الى يقين: الاكيد ان التجاوزات في حركة النقل كثيرة جدا. الاكيد ان منطق المحابات و هذا ولدنا و الاخر ولد الناس مستمرة.. موقف مؤسف جدا و محبط جدا.

ضد الرداءة 3 ( العروشية)

و باش نكون واضح من الاول: العرش الوحيد في البلاد.. القبيلة الوحيدة هي قبيلة التجمع الدستوري الديمقراطي... والبقية الكل توانسة.
اللي صاير في البلاد واضح و ما يحتاجش لبرشة ذكاء باش يتفهم.. .في المظيلة.. في جبنيانة.. في دوز..في المتلوي ...
تقريبا نفس السيناريو يتعاود.. خلاف على اي سبب.. مجرد عركة في حومة... تتحول لصراع دموي بين "العروش" و في كل مرة جرحى و قتلى وحرايق و انفلات امني و رعب... و الواضح زادة ان الاطراف الزوز اللي يتم اقحامهم في ها الدعك في اغلب الاحيان ما ينطبقش عليهم حد العرش ( القبيلة) على خاطر ما ثماش رابطة دموية بينهم.. في اغلب الحالات الرابط كان حضري ( الانتماء لجهة معينة و الا لحومة (مفرد حوم بالعربي) و بخلاف هذا ما يلزمناش ننسوا ان حد القبيلة في وقتنا رجراج جدا... باختصار حكاية العروش حكاية بيدونة و الافضل ان الواحد يغير صيغة السؤال من " السؤال عن الماهية الى السؤال التالي: " اشكون قاعد يصب في الزيت على النار؟؟؟"

و في سياق البحث عن الاجابة اكيد باش تتطرح برشة اسئلة اخرى. البوليسية وين؟؟ علاش ما يتدخلوش من الاول باش يحزوا العركة كيف تكون بين زوز من ناس و يوقفوهم الزوز و طاح الكاف ردم الظل.. كيف ما كان يصير قبل؟؟ اشبيهم البوليسية ما يخدموش على ارواحهم؟؟ اش صار عليهم؟؟ و بقطع النظر على " دعك العروشية" واضح ان البوليسية ماعادش خادمين على ارواحهم.. على خاطر كل يوم تسمع بغريبة.. البراكاجات و القتل و الخطفان و السرقة و هلم جرا... صحيح الجريمة موجودة من اول الدنيا و السرقة و البراكاجات كانت موجودة من قبل اما كم الجرايم اللي قاعدة تصير يرعب... و المشكل هنا موش في البوليسة اللي ما عادش خادمين (لاسباب توة نحكي عليها) بالرغم ان زادوهم في الشهرية و شيخوهم بالكراهب الجديدة و التجهيزات... المشكل في المواطن اللي ما يطرحش ها السؤال حتى على روحوا ( والمفروض يخرج للشارع يتظاهر ضد ها التقصير المبرمج) و انما يفضل يسب الوضع و يتحسر على ايام زمان
و اللي يكرز فعلا هو ان نفس المواطن شن (وقد يشن) في اي لحظة حملة شنيعة جدا على الاساتذة مثلا اللي اضربوا نهار .. وهات يا سبان في الاساتذة اللي " ضيعوا مستقبل الوليدات.. اللي يخلصوا و ما يخدموش.. اللي يمصوا في الدم و ياكلوا في اللحم الحي.. المتآمرين على الاجيال القادمة..." و هذا بقطع النظر على انه " قحب مواطنين" يلزمنا نفهموا علاش؟؟
علاش المواطن استأسد على الاساتذة وقت اللي اضربوا نهار ( بالرغم ان حقهم الشرعي و القانوني) و ما يحتجش على تقصير البوليسية و ما يحملهمش المسؤولية... و نتصور ان الاجابة واضحة: الاعلام (تلافزنا و جرايدنا)
الاعلام اللي شيطن الاستاذ: (هات يا ريبورتاجات على تليميذات عينيهم كبار و كحل و تلمع بالبراءة يحبوا يرجعوا يقروا والاساتذة اولاد الحرام مخلينهم يستنوا... و هات يا مواطنين يسيقوا في المدارس و يصلحوا في البيبان و يحموا في المؤسسات ... و الاساتذة ضاربين بها المجهود الكل عرض الحائط) و الاعلام اللي شيطن الاساتذة يقدم في صورة ملائكية للبوليس ( ريبورتاجات على بوليسية يشقوا في الفطر في الشارع محرومين من حنان الام و دف العائلة و هات من هاك الكلام متع نصوص كتاب القراءة القديم ( الارملة المرضعة و بائعة الكبريت و مصيبة الفقر ...) و حوارات مع البوليسية اللي انقذوا البلاد من حمام الدم ( للامانة، نحب نقول اني سحبت تدوينة ساخرة بعنوان " دوري انا وزوجتي في الثورة) بعد ما قريت التحقيق مع السرياطي و صدقت جزء من حكاية "انا وزوجتي") ( لا علينا نرجعوا لحكايتنا)
قلنا الاعلام اللي شيطن الاساتذة مثلا هو نفس الاعلام اللي قاعد يرسم في صورة ملائكية للبوليسية و للتجمعين و خاصة اللي عندهم الفلوس موش متع الكسكروتات و ان الظاهرة متع "قحب المواطنين" ما هي الا نتيجة لتأثير الاعلام
و هنا يلزمني نحكي شوية على الفرق بين التجمعيين اللي عندهم الفلوس و التجمعيين متع الكسكروتات.
التجمعيين متع الكسكروتات ينجم اي واحد يستعملهم يعني ينجموا يبدلوا اللوك و يتم استعمالهم في اي نوع متع دعكة: عرك ، انتخابات... في حين ان التجمعيين اللي عندهم فلوس ينجموا يستعملوا برشة عباد و خاصة هاك الجماعة اللي يموتوا على الزعامة و الوهرة و النفوذ ( اش علينا فيهم)
و باش ما تتخلبصش الفكرة، هات نرجعوا من الاول: العرش الوحيد او القبيلة الوحيدة في البلاد هي التجمع الدستوري الديمقراطي و كيف القبائل الكل ثمة شاعر /بوق القبيلة ( و يمثله الاعلام) وأعيان وفرسان القبيلة ( و يمثلوهم التجمعيين اللي عندهم الصوارد و الاحزاب الجديدة ) و الرعاع و السوقة و العضاريط... ( ويمثلوهم التجمعيين متع الكسكروتات) و يبقى السؤال المحير؟؟ اشكون شيخ القبيلة؟؟ و بقطع النظر على الاجابة؟ يبدولي ان اذا ما انتبهناش للخطر الحقيقي و المحدق عما قليل سيباح دمنا جميعا وكرامتنا هي الغنيمة اللي باش يغنموها فرسان التجمع