الملك العاري و الرئيس المخبول و شيخ الجمايلية وتسميات اخرى

أعرف أن حكاية   الملك والنساج الماكر مازالت عالقة بأذهانكم...وأن كل واحد منكم رغب في أن يكون هو الطفل الذي صرخ:" الملك عار"
تتذكرون الحكاية؟
نسّاج ماكر أوصلته الحيلة إلى قصر ملك ساذج ودعيّ فأقنعه بأنه سينسج له ثيابا سحرية لا يبصرها إلا الأذكياء... فلمّا نهب ما استطاع إليه سبيلا من أموال الملك المنهوبة أصلا من عرق الرعية اخبره أن الثياب صارت جاهزة. فأستعدّ الجميع لهذا الحدث.
 دخل النساج على الملك وحاشيته وتقدم نحوهم وكأنه يحمل شيئا ما. ثم انحنى أمام الملك وكأنه يضع شيئا .. فاقترب واحد من رجال الملك وكان خسيسا طماعا وأكثرهم وضاعة وجبنا ونفاقا وقال بارتباك: مدهشة. عمّ الصمت وتقاطعت النظرات ولكنّ ذلك لم يدم طويلا فقد انهالت عبارات الإعجاب المنافق الكاذب من كل الأفواه... حتى أنّ احدهم قد امتدح الرسوم الصغيرة المذهبة على كتفي الثوب وانحنى ليقطع خيطا يتدلى من احد الأكمام كان النساج قد أهمله.
ثم بدأت مراسم تعرية الملك... نزعت ملابسه قطعة  قطعة... ورغم أسفه العميق لأنه الوحيد الذي لا يرى الملابس فقد ظل مكابرا كي لا يبدو غبيا... فالملابس السحرية لا يراها إلا الأذكياء..
كانت الجماهير التي جاءت من كل أنحاء المملكة تملأ الشوارع في انتظار خروج الملك... في الأثناء اختلفوا حول الألوان التي يفضلها الملك والألوان التي تفضلها الملكة... شجّ بعضهم رؤوس بعض ... نهب بعضهم بعضا... تقاتلوا ... تبوّلوا في كل ركن...  جلسوا على الأرصفة يقصعون القمل والصئبان... صرخوا وبصقوا... وأكلوا وسكروا... وانتظروا. ولمّا اطل موكب الملك هيمن صمت رهيب على الجموع... ثم علت صيحات الإعجاب... والهتاف للملك، خوفا أو نفاقا أو طمعا أو جهلا... لا فرق. ولا فرق بين هؤلاء و بين  من هزّ كتفيه لامباليا يائسا لأنه لا فرق عنده بين ملك عار وملك بثياب حريرية فالملك ملك..
تقول الحكاية أن طفلا بين الحاضرين قد صرخ : الملك عار الملك عار... وهكذا انقلبت هتافات الجماهير الى صيحات سخرية وتهكم . حتى  ان أكثر أفراد الحاشية غرقوا في قهقهة هستيرية... و اصبح الملك العاري ملكا منبوذا.
الحكاية تفتح أبواب التأويل على مصرعيها والتأويلات التي قد تحضر في ذهن القارئ ستختلف باختلاف  المجال/ الحقل الذي ينتمي إليه وموقعه في ذلك المجال. ومع ذلك فان الجميع سيشعرون بقدر من التعاطف مع الملك، تعاطف تخالطه شفقة و سيشعرون بحقد على الحاشية وربما بقرف و اشمئزاز من الجماهير وإعجاب بالطفل الذي صرخ: الملك عار.
هل فكرتم بالنساج الماكر؟ ماهو شعوركم نحوه؟؟
الأرجح أن النساج سيظل خارج دائرة انطباعاتنا ومواقفنا؟
ولكن لماذا يظل النساج الذي نسج الحكاية وحاك المؤامرة خارج دائرة اهتمامنا ؟؟؟ يقترح الواقع المقيت الذي نعيش الجواب. علينا فقط ان نعيد تسمية الاشياء.
سنسمي الملابس السحرية التي لا يراها إلا الأذكياء "ربيعا عربيا" أو " ديمقراطية" أو "ثورة" و لا فرق بين هذه وتلك مادامت التسميات جميعها تتضمن حقّ كائن كـ  البحري الجلاصي أو الهاشمي الحامدي وسنية بن تومية وعماد الدايمي وعبد الوهاب معطر ومحرزية  العبيدي وعلي العريض والبحيري والمنصف المرزوقي، بالذات المنصف المرزوقي، وسهام بادي وشقيقها و حسين الجزيري وطارق الكحلاوي وعبد الرؤوف  العيادي والطاهر هميلة و مصطفى بن جعفر وحمزة حمزة وغيرهم من المصائب والعاهات والنّوكى والحمقى والمكبوتين والمرتشين وقطاع الطرق والمحتالين و السماسرة والارهابين والمرضى في أن يقرروا مصائرنا بدلا عنا.

سنسمي الجماهير/ الرعية "شعبا" أو "عمالا وفلاحين... كادحين.." أو "إخوة "أو "رفاقا" أومناضلين أو مجاهدين.... أو سمّهم ما شئت ماداموا يجلسون على الأرصفة يقصعون القمل والصئبان... ماداموا لا يبالون بما يدبر لهم... ماداموا يختلفون في الالوان المفضلة بالنسبة للملك والملكة... ماداموا يطلقون اللحى أو يطلقونها... ماداموا يرتدون القمصان الافغانية أو القمصان التي عليها صور غيفارا...ماداموا لصوصا منافقين كذابين جهلة مدعين... أبناء الشعب/ الرفاق/ الإخوة و الاخوات  الذين  ماداموا لا يستطيعون العيش دون عقيدة يقتلون الآخر من أجلها وماداموا يقدسون النصوص ويلوون عنق الحياة/ الحقيقة لكي تطابق ما جاء في الواحهم.
سنسمي  الملك" بورقيبة" أو " بن علي" أو" بشار الأسد" أو " القذافي" "مبارك" " صدام حسين" " محمد السادس" " العاهل السعودي... ما اسمه؟؟؟" أو "... سنسميه " المرزوقي" أو " السيسي"... لا فرق مادام دعيا ساذجا يحسب انه إن لم يصح في الصباح فان الشمس لا تشرق عل شعبه..
لنتوقف قليلا عند هذه النقطة.ضمن اي خانة يمكن ان نضع رئيس الجمهورية التونسية الدكتور الحقوقي السيد المنصف المرزقي المدافع الشرس في بعض مقالاته عن اللغة العربية الفصحى التي لا يجيدها، بل ويعجز عن استعمالها في تكوين جملة بسيطة واحدة دون اخطاء تركيبية وتعبيرية فادحة والمدافع الشرس عن حقوق الانسان الذي صرح بأن سجن مواطن لم يقترف ذنبا غير التعبير عن رأيه بوضوح ـ يفتقده الرئيس وحاشيته ـ هو من باب حمايته من الاخطار المحدقة به... هذا الرئيس الذي يعتقد ان تواضعه الكاذب من قبيل رفض ارتداء ربطة العنق او السير على السجاد الاحمر كفيل باقناعنا بحماقاته الكثيرة...ضمن اي خانة يصنف المرزوقي اذن؟؟ في خانة السياسين المحنكين؟ الحقوقيين؟ المثقفين؟ المخبولين؟؟ بالنسبة لي سيكون ضمن وسائل التعذيب.. الى جانب الضرب والصعقات الكهربائية و الايهام بالغرق وغيرها
يبقى طفل الحكاية الذي صرخ: " الملك عار..."
هل نسميه " محمد البوعزيزي"... مثلا ؟؟؟؟
طفل الحكاية الحقيقي ـ في اعتقادي ـ هو ذلك الطفل الذي كشف جميع الحيل... كشف زيف "الديمقراطية الليبرالية" و ما يتصل بها من شعارات بائسة... طفل/شيخ " الجمايلية" الذي صرخ: الجمايلية عطاشة ... حالتنا منيكة  ... حالتنا منيكة... حالتنا متعبة أصل".
ولكن لماذا يظل ذلك النساج الذي نسج الحكاية و حاك المؤامرة ضدنا خارج مجال انتباهنا ؟؟؟؟؟؟
سنسمي النساج " امريكا" نسميه "الامبريالية" " أو "الغرب الكافر"... لا فرق بين التسميات مادام هذا النساج قادرا على نهب  ثرواتنا وتعريتنا متى شاء... مادمنا متواطئين مع هذا الحائك الماكر بطرق شتىّ

منها الصمت.

سميولوجيا الاسنان وبرامج العض الوطني

لقد اصبح الخطاب السياسي في تونس على درجة  شديدة من التعقيد والابهام .وهو ابهام ناشئ عن الازدواجية و الخلط المفاهيمي و المنحى التبسيطي و المناورة السياسية و "النوايا المنيكة" في ذات الوقت. حتى ان هذا الخطاب قد كف تماما عن  انجاز الوظيفة الاساسية للغة وهي الابلاغ /التواصل ( فبحيث تلقى روحك امام احتمالين. اما ان الاغلبية الساحقة تحشي فيه والا  انك انت كنت تحشي فيه كيف كنت متصور روحك فاهم روحك) وعليه و امام استبعاد النسق اللساني / الفظي  سبيلا  للتمثل كان التفكير في التوسل بنسق غير لفظي ربما يساعد في الاحاطة ، وان بشكل عام ، ببعض جوانب الشان السياسي في تونس الان.
العلامة الاساسية في هذا النسق و التي سنحاول اشتقاق الدلالة منها هي الاسنان. اسنان السياسيين 

بعد نجاح انتفاضة 17 ديسمبر عاد الغنوشي الى تونس بنفس الاسنان التونسية  التي غادر بها قبل 20  سنة. اسنان صفراء مفلجة معوجة من جهة اليمين كما تبدو في الصورة 1. 



استقبل الغنوشي بالاهازيج (طلع البدر علينا) ويبدو ان حركة النهضة قد بدأت منذ تلك اللحظة الانفاق بسخاء على صنف من اتباعها (او المرشحين ليكونوا كذلك من منتهزي الفرص درجة عاشرة) . وقد حافظ الغنوشي على اسنانه الاصلية لفترة طويلة كانت حركته خلالها ترسخ اقدامها في الساحة السياسية بطرائق مختلفة. ثم طلع علينا فجأة باسنان جديدة بيضاء تبدو  قوية وصالحة للعض (بايحاءاته المختلفة) والاسنان الجديدة جاءت لتعلن مرحلة جديدة.، مرحلة سيطرة النهضة فعليا على الشأن السياسي و استعدادها للعض.

ومن الادوات الفاعلة  التي استعملتها النهضة بمكر متناه لاحكام سيطرتها السياسي على الشأن  السياسي في تونس و تجاوز كل المأزق الخطيرة التي وقعت فيها كاغتيال الشهيد شكري بلعيد  و التي كان من الممكن ان تعصف بوجودها في الساحة السياسية. اسنان حمادي الجبالي. اعني ابتسامته الدائمة و الغريبة. 



ابتسامة الجبالي تكثف مرحلة من المكر  النهضاوي، كان حلفاؤها هم ضحاياه قبل خصومها... 
و بالحديث عن حلفاء النهضة. (اللهم لا شماتة) نتطرق للحديث عن السيد رئيس الجمهورية و الذي تدل اسنانه بشكل واضح لا ريب فيه انه محاط بطاقم من المستشارين المخلصين جدا... حيث انه لم يوجد بينهم على كثرتهم من ينصحه بزيارة طبيب اسنان او على الاقل بتغيير معجون الاسنان الذي يستعمله. او الفرشاة.. ( تي موش معقول و الله حرام عليهم السخطة مخلينه هككة.. متروك كشيئ مهمل)
تأملوا اسنان السيد الرئيس .... الفك العلوي
و الفك السفلي

الن يخيل اليكم بعد تأمل الصور ان المسكين يعيش وحيدا و في عزلة تامة؟؟ هذا فقط ما قد يفسر حالة اسنان السيد الرئيس و الا كيف لم يخبروه انه عليه ان يغير فرشاة اسانه ؟؟؟ ولانهم لم يفعلوا فنحن على يقين انهم لم يخبروه ايضا بانه لم يتخذ قرارا سليما واحدا منذ تولى الرئاسة...
 قبل ان اختم على ان اذكر بان اسنان الباجي قائد السبسي  قد تسقط بفعل اهتزاز لسانه... ان اي حركة قد تتسبب في سقوطها جميعا. ولكننا اذ ننجوا من العض فقد لا ننجوا من البلع... و ان حمة الهمامي ، رغم التجارب الكثيرة ، مازال يصر على الاحتفاظ باسناننه اللبنية .


" أبو غرائب تونس"

" ابو غريب العراق وابو غرائب تونس " هو عنوان المقال الذي  نشره محمد عبو في اوت 2004 على موقع "تونس نيوز" واتخذ ذريعة  لمحاكمته . و بمجرد توقيفه في بداية مارس 2005 تحرك المحامون  و الكثير من الناشطين السياسين و النقابيين لمساندته... 
ولأني اعتقد ان ملابسات القضية معروفة لن اتوقف عندها بل سأنطلق مما جاء في المقال المذكور. يقول عبو في بداية هذا المقال: "صدم الكثير ممن علموا بما حصل بسجن أبو غريب لإخواننا العراقيين على أيدي قوات الإحتلال من تعذيب وانتهاك للكرامة واعتداءات جنسية وعبّر الكثيرون عن تأثرهم الشديد بما شاهدوه.
لكن تعتري المتابع للشأن العام حيرة ويجد نفسه مدعوا لوضع بعض نقاط الإستفهام حول ردّ الفعل الغاضب هذا، خاصة إذا ما علمنا بأن ما روى عن انتهاكات سجن أبو غريب لا يجعلها تتجاوز فظاعة ما يحصل بسجون تونس ومقرات الفرق والمراكز الأمنية ومقر وزارة الداخلية دون أن يلاقي الأمر اهتمام مماثل. فهل أن للمسألة علاقة بقنديل باب منارة الذي لا " يضوي كان على البَرّاني "؟ أم هو مرض من أمراض العين يتمثل في القدرة على الرؤية عن بعد وضعف النظر عن قرب بحيث لا ننظر لإخواننا إلاّ عن مسافة لا تقل عن 2400 كلم ؟"            
  ولأن الواقع في مقرات الفرق والمراكز الامنية و ربما في مقر وزارة الداخلية لم يتغير فاننا نعيد توجيه السؤال. و بالذات للسيد الوزير السابق المكلف بالاصلاح الاداري المستقيل من حكومة اصبح بعد استقالته امينا عاما لحزب هو ضلعها الثاني.. و هذه  احدى غرائب تونس بعد الثورة... 
اذن، نوجه الى السيد عبو نفس السؤال مع التذكير  ببعض الامثلة  و هي حتما مجرد  أمثلة لا تستقصي كل الحقيقة:
ـ تعرض  المحتجين في معتمدية الحنشة الى القمع الشديد وتعرض الموقوفين منهم الى  شتى أنواع التعذيب  
ـ وفاة مواطن تونسي تحت التعذيب 
اغتصاب مواطنة تونسية من قبل اعوان الامن
هذه بعض غرائب تونس بعد الثورة... فماهو موقف السيد الوزير السابق امين عام حزب المؤتمر من اجل الجمهورية  شريك النهضة في الحكم و في المسؤولية؟؟؟؟
  احقاقا للحق فانه لم يقف ساكنا امام هذه الانتهاكات الفظيعة. أيها السادة لقد اصدر المؤتمر ( وللتذكير فان ابرز مؤسسي هذا الحزب هو الحقوقي الدكتور المنصف المرزوقي الذي يشغل الان منصب رئيس الجمهورية المؤقت ) بيانا.
 تخيلوا؟؟ لقد اصدر بيانا للرأي العام.. وطبعا تعرفون مدى خطورة هذه الخطوة  التاريخية العظيمة الخارقة الشجاعة  التي تعبر عن الالتزام  والتضحية و الاخلاص والتي اقدم عليها الحزب في هذه المرحلة التاريخية الدقيقة..  فليس اصدار البيانات امرا هينا كما تعلمون.
نعود الى محتوى البيان:
 " سجلت الساحة الحقوقية في تونس مؤخرا عديد الانتهاكات الفظيعة لحقوق مواطنين تم الاعتداء عليهم بصور مختلفة في أنحاء متعددة من البلاد.
و إذ يستنكر حزب المؤتمر عودة هذه الممارسات التي لطالما التصقت بصورة البوليس في عهدي بورقيبة و بن علي، فإنه  يعتبر استمرارها، ان تأكد، دليلا على أن طريق المحاسبة و تنظيف الأجهزة الأمنية لازال طويلا على شرفاء وزارة الداخلية..."
 ان الحزب كما ترون " يستنكر" فهل بعد هذه الجرأة جرأة و هل بعد هذه المبدئية و الشجاعة و التضحية شجاعة او تضحية؟؟؟ ثم لاحظوا قيمة الجملة الاعتراضية في هذا البيان . هذه الجملة التي تشير الى الشك في حصول  ممارسة التعذيب و الانتهاك الصارخ لحقوق الانسان. يقول البيان :"إن وفاة مواطن جراء التعذيب و اغتصاب مواطنة أخرى و غيرها من الممارسات اللاإنسانية، إن تأكدت،  لتدعونا إلى إطلاق صيحة فزع يجب أن يبلغ دويها كل مقرات الأمن و مراكز الإيقاف و السجون."
كيف سيتأكد  المؤتمريون من حصول هذه الانتهاكات..  اذا لم تثبتها لهم تقارير الطب الشرعي و جثة المواطن المقتول ؟؟؟ ترى كيف يتأكد للمؤتمريين حصول التعذيب... موت تونسي تحت التعذيب ؟؟؟ هل علينا ان نذكرهم هم ايضا ان الجثث لا تكون الا في حالة وفاة؟؟؟؟ (وهذه ايضا من الغرائب)
غرائب تونس بعد الثورة لا تقتصر على التعذيب فحسب.. و لا داعي للتذكير بها لان القلب مل من عد النكبات والنكسات  والانتكاسات و الهموم والغرائب.. في ظل هذه الحكومة الشرعية التي ما فتئ السيد الوزير السابق امين عام حزب المؤتمر من اجل الجمهورية يذكرنا بان الخروج عنها بعد انتهائها يعرض الى عقوبة الاعدام..." بكل حزم" ( تصريح اليوم 13 سبتمبر 2012)




# شوف طبيب #


نظرا لفداحة الحالة الصحية النفسية لفئات عريضة من ابناء هذا الشعب وحاجتهم الاكيدة لاعادة تأهيل نفسي تحت اشراف اطباء مختصين نطلق اليوم الحملة الوطنية الاولى # شوف طبيب# الحملة ليست موجهة فقط لمن بدت عليهم اعراض #اكبس #
نرجو من اطباء الاختصاص و الجمعيات المختصة في الصحة النفسية وكافة المواطنين الانخراط في هذه الحملة على اوسع نطاق.

حتى لا نلدغ مرتين

لقد خدعنا في البداية... لدغنا الكلام الماكر
ثمة مكر في هذه الجملة الشهيرة التي خدعتنا  : "أسوأ ما في الديمقراطية انها تجبرك على سماع صوت الحمقى". انها تشوه الحقيقة. كان يفترض ان تكون كالتالي: " اسوأ ما في الديمقراطية انها تعرضك الى  صك البغال و الحمير ..." النهيق على كل حال لا يخلف كدمات.

لا يجب ان نخدع مرتين
 ثمة عبارة اخرى لا يجب ان نقع في مكرها الآن :" حين تغرق السفينة  تقفز منها الفئران اولا" علينا ان ننتبه الى امر بديهي: ان الفئران والجرذان خاصة لا توجد الا على ظهر السفن الوسخة القذرة... سفن القراصنة واللصوص. هذا سيفتح اعيننا على الحقيقة: ان السفينة تغرق فعلا، وحين تغرق السفينة تقفز منها الكلاب...  الكلاب ابناء الكلب قفزوا و يقفزون من السفينة تباعا  ويحاولون السباحة الى الشاطئ مجداد  اما الجرذان فمازالوا على ظهرها، عموما اتمنى ان يغرقوا معها. 
ما يؤرقني فعلا هو مصير البغال والحمير... 

الشرعية

كل واحد شرعيته في جيبه
= = = = = = = = = =
الشرعية شرعية و النية ما ثماش
= = = = = = = = = =
كل غريبة وغريبتها الا النهضة وشرعيتها
= = = = = = = = = = 
سارق و في ايديه شرعية
= = = = = = = = = =
عزوزة وشدت شرعية
= = = = = = = = = =
العزوزة هازها الواد وتقول عام السنة شرعية
= = = = = = = = = =
كسيدي كشرعيته
= = = = = = = = = =
جاء يعاون فيه على قبر امه هربله بالشرعية
= = = = = = = = = = 
الزغاريد اكثر من الشرعية
= = = = = = = = = =
اللي موش مستانس بالشرعية تتحرق حوايجه
= = = = = = = = = = 
لا يعجبك نوار شرعية في الواد عامل ظلايل....
= = = = = = = = = = 
كانت تشخر زادت شرعية
= = = = = = = = = = 
سعود ماهيش شرعية
= = = = = = = = = =
ركبوه على الشرعية مد ايده للزمبيل
= = = = = = = = = = 
هو يغني وشرعيته ترد عليه
= = = = = = = = = =
هرب من الشريعة جاء تحت الشرعية

النهضة و معاني السقوط (2)



كنت في تدوينة سابقة تحمل نفس العنوان قد  تناولت  معنى السقوط  في خطاب النهضة وممارساتها. واشرت حينها الى ان " السقوط النهضاوي" هو سقوط  بالمعنى المتداول في الفصحى وفي الدارجة التونسية. وهوموضوع اعود لتناوله لان الواقع قد قدم  في فترة وجيزة ادلة جديدة اكثر وضوحا على  استماتة النهضة في تنفيذ مشروعها الاستبدادي دون تعديل رغم مؤشرات الخراب العام التي لا يمكن ان ينكرها او يتجاهلها عاقل.

 تجلى سقوط النهضة  من البداية في  خطابها.  ذلك الخطاب الماكر الذي توجه الى ارضاء الجميع وخداع الجميع في آن (اتباع الحركة و  خصومها على حد سواء.) خطاب حاول ان يقنع الخصوم بتطور الحركة وقبولها بقواعد الديمقراطية  . وهو زعم  يتناقض جوهريا مع طبيعة هذه الحركة  فالنهضة شأن كل الحركات الاسلاموية   التي  تستخدم الدين استخداما نفعيا  لا تستمد شرعيتها من ارادة الناخبين   بل تدعي انها تستمدها من ارادة الله، لانها تحتكر تمثيله و تنفيذ ارادته على الارض.   ومعلوم ان الحركات الاسلاموية لا تكتفي بادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة  (فهمها المنغلق للدين ) بل تدعي شمولية تلك الحقيقة ليمكنها الجمع بين شؤون الدين والدنيا. اذ تزعم ان الاسلام يتضمن حلولا لكل المشاكل و تحديدا و تنظيما لكل المسائل سواء اتصلت بالمجتمع ام بالفرد ، بالسياسي أو الاقتصادي أو التربوي ... بسياسة الدولة الخارجية أو بآداب الطعام...  و هو ما يشرع  لها  امتلاك الناس لا حكمهم فحسب.
ولئن حافظ خطاب النهضة بعد 23 اكتوبر على طبيعته و نبرته فقد كشفت ممارستها بعد هذا التاريخ عن عجز هذه الحركة عن التطور اولا وعجزها عن تحمل المسؤولية ثانيا   :
النهضة و حماية المقدسات
ـ تسعى النهضة الى استصدار قانون يحمي المقدسات   ليتيح لها  تضييق الخناق على الخصوم السياسيين باسم الدين والتخلص " بشكل قانوني" من كل صوت مخالف.  وبما ان المقدس في قراءة الحركات الاسلاموية لا حدود له ويتصل بكل مجالات الحياة فان قانونا من هذا النوع سيوسع هيمنة النهضة لتشمل كل المجالات. ومعلوم ان النهضة لا تعول على  القوانين التي قد تسنها  فحسب بل واساسا على جيش المريدين و الاتباع  (أعضاء، احزاب سياسية تابعة، جمعيات...) و الذين يتحركون في ارض الواقع لفرض هيمنة هذه الحركة وتوسيع سيطرتها
ان المقدسات لا تحتاج الى قانون يحميها و ان كان لابد من هذا القانون فالاجدر ان يتضمن التنصيص الصريح على تجريم كل من يستعمل الدين استعمالا نفعيا و يوظفه لخدمة مصالحه الحزبية لان الخطر الحقيقي يكمن في ظهور سلطة كهنوتية تتوسط بين الانسان و خالقه

النهضة و عودة الاعداء البدائيين( الكوليرا والطاعون)

ان الربط بين النهضة و ظهور الكوليرا و الطاعون  قد يبدو تحاملا على هذه الحركة  غير ان موقعها في السلطة باعتبارها الحزب الحاكم الذي يرزح الشعب تحت وطأة كفاءاته  الوزارية ( وكفاءة شركائها في الحكم) يفسر هذا الربط . 
 فظهور الكوليرا لم يكن بسبب ابتعاد الناس عن دينهم و مجاهرتهم بالكبائر، لم يكن بسبب حف اللحى وارتداء الملابس الفاضحة ، بل بسبب تراكم الاوساخ (علميا على الاقل) و لا اعتقد ان الحكومة تحتاج الى وقت لكي تتمكن من انجاز هذه المهمة.. ام ان رفع القمامة من الشوارع و الانهج يحتاج الى هدنة بستة اشهر؟؟؟ هل علي ان اقول ان الكوليرا تعني الصوملة...؟؟؟؟؟ فللأمراض ايضا دلالاتها. ثمة امراض البذخ و كالسمنة  و ثمة أمراض الفقر والجهل   كالكوليرا .
النهضة و استفحال الجهل
أما الجهل الذي استفحل  فهو جهل بمعنييه 
ـ الجهل بما هو نقيض للحلم و التسامح( ولا شك ان الامثلة على استفحال العنف و التعصب كثيرة فالاعتداءات المادية و المعنوية على المثقفين و الفنانين والجامعيين والصحفيين ... تكاد تكون يومية وسواء كان التنفيذ موكولا الى السلفيين او الى نهضويين غير منضبطين او الى ميليشيات فان المسؤولية تتحملها النهضة التي تغذي هذا الفكر و تدعمه بتغافلها عن محاسبة المسؤولين)
ـ والجهل بما هو نقيض المعرفة و عداء للتفكير (و لا شك ان رواج الرأي الذي يعتبر  الازمات التي تجتاح البلاد عقابا ينزله الله بعباده المارقين احد ابرز مظاهره )
....