
ابعد مقصك عن يوتيوب...
توة عويمات لتالي، تركْتَورْ البلدية متع القصر اللي يسْركيلي في الأنهج (المحفورة و المغبرة ( من غير فرانات تسبب في مقتل طفلة عمرها خمسة سنين تقريبا، و صورة الحادث تمثلت في آنّ البنيّة اللّي خرّجت ْ البوبالة واقفة قدام الدار ولاصقة الحيط و التركْتَورْ اللي من غير فرانات و خّر عليها ففشختلها الريموركا رأسها و خرجتّلها دماغها و بقت لاصقة في الحيط حتى لين وصلت الحماية...
تفكرت ها الحكاية اليوم كيف شفت الجماعة متع البلدية يخدموا على تركتور من نفس النسخة، يمشي كان لقدام ما يوخرش بالكل و ما يحبسش و هاك الخدامة يجروا و يطيشوا في الزبلة و الزبلة تشررشر (و تتناثر كتناثر العبرات) و همّ يطيشوا في أنصاف البراميل( زعمة الحاويات) في قلب الشارع المحفر يا بو قلب و هاك الصغيرات هاربين يمين ويسار و الخدامة يهزوا بوبالة و الأخرى يخلوها وطبعا لوكان يكلمهم واحد تو يصبوا فيه حقد طبقي متع أعمارهم الكل...
مشهد الشارع بعد ما تعدى التركتور يحسس الناظر اللي كان ثمة قصف جوي بالزبلة و اللي ثمة قنابل متع نتونة ما انفجرتش. و طبعا كيف نضيفوا لها الشيء هذا حرارة الطقس اللي تقوي من الإحساس بالميزيريا و الهم يولي المشهد " مش حتقدر تغمض عينيك"
الخدامة يخدموا على كيفهم و البلدية تعمل اللي تحبّ عليه بحيث نهار يجوا يهزوا الزبلة و نهار لا، الأمور تساهيل من عند ربك...
بالمناسبة عويمين لتالي و يمكن أكثر، قفصة تصوّر فيها فيلم على الفلوجة... و حطوا بلايك مكتوب عليهم " الفلوجة ترحب بكم" و طبعا وقع الاختيار على بعض مدن الجنوب و خاصة قفصة لجامع ما بينهما من خراب... الفلوجة اللي يحكي عليها الفيلم هي الفلوجة بعد 12 عام حصار و حربين... و هذي شهادة ضمنية على إنّ قفصة كيف كيف وضعها متع مدينة مضروب عليه الحصار و متعدية عليها حروب ...
طبعا أحنا ما قلناش نحبوها تولي كيف قرطاج ، أما راهو من حقنا ، بما أننا ندفعوا في الضرائب كيف جماعة قرطاج ( تحية لولد بيرسا بالمناسبة ) باش نتحركوا في شوارع نظيفة و باش يهزوا الزبلة من قدام ديارنا ...
موش بعد كل خمسة سنين و الا و ين يجي والي جديد يعملونا رومبان (مفترق طرق دوراني ) و يعملوا فيه في الوسط كورة أرضية ومانيش باش نحكي على البطالة و لا على التلوث و لا على حالات الإصابة بالسرطان اللي قاعدة ترتفع بشكل موش عادي ...
الحاصيلو، رانا شايخين شايخين شايخين... بجودة الحياة ، ما نحكيلكمش على دين والدين النعيم اللي عايشين فيه...
حكاية أخرى
الأكيد إنّ السلط المختصة ما تعرفش اللي ثمة مواطنين تابعين لجلالة الملك يعيشوا في هاك البرّ و بما أن التقصير كان من عندنا على خاطر أحنا توجدنا من غير ما نشاوروا و هذا ذنب والدينا في الحقيقة ـ ثم ّما أعلمناش على وجودنا في هاك البر ( رغم كل شيء ) فـ يا جماعة بالله اللي ينجم يوصل الرسالة يوصلها : راهو عندكم رعايا يعيشوا في هاك الربوع المتاخمة للصحراء و ماذابيهم كان تريڤلولهم هاك الكيسات ( في هاك الاحياء) و تتولهوا شوية بدين أمنا رانا عباد و عيب نبقوا نتنفسوا في الغبار و عايشين بالصدفة....
ريح سوداء تّزمجر بالويل
قطة عشق في الشارع تنتظر الليل
تكشف عن فخذ وتغطي، ستر الله علينا وعلى القطة، بالذيل
ٌتستدعى للمخفر، ينكحها القسم المختص بتدعيم بنانا التحتية.
شاهدت القطة من شقّ الحائط قطا وطنيا يُنفخ بالغاز الوطني الفاخر...
وٌيخصى
رفعت يدها لتحي المنفوخ وغنت: "وطني حبيبي.. وطني الأكبر.."
يوم وراء يوم والقطة تضحك، والضحكة تنتحب
فقدت سنين خلال التعذيب!
وقيل لها كان يشاع بأن السلطات بها جرب
خرج الغاز الوطني الفاخر من عينيه ولم يتكلم
دون في المحضر أيضا، أن القطة بقيت صامدة يومين وأن قطع الذنب!
سعل المأمور وطار التحقيق، وكان الجلاد له شنب طار وعاد إلى موضعه الشنب
أي سعال هذا؟ ماذا أكل المأمور وماذا رتبته؟
ما دام السلطة في السلطة فالضرطات لها رتب.
بعض المنارين، اعترفوا بحياء أن القطة بالأصل بلا ذنب!
ذنب ذنب رتب رتب.. عجب عجب
في تلك الليلة من شهر شباط القارص!
عطر عورته الجلادٌ
تأنق تحت السروال، وزجج حاجبه
نام بجنب زوجته المسكينة، لا يمكن أطلاقا!
عبثا ظل الشيء كما ذنب القطة ينسحب
تف بأصبعه حاول أن يفتل شاربه
ظل الشارب مكسور الخاطر لا ينتصب.
حارب ميمنة حارب ميسرة،
عنتر عنترةً، ضرب، غرّب ، بدل، شرق
هيات...
فما بالشارب، بل بالروح العطب.
شاهد في الحلم ذيولا، شاهد أفعى ميتة، بغلا يخصى
عجب عجب
حوبة ذيل القطة يا مأمور هو السبب.
هب نسيم الصبح رخيا
لم يك في الشارع إلا حاوية الزبل وهر محترم
لاحظ أن القطة تخرج من باب الدولة في خفر
عدل جلسته، ترك الإفطار، ومد خيوط الشارب يلتقط الأخبار
تسلق حاوية الزبل ولكن خانته الركب
أغلق إحدى عينيه، تعوذ بالله
محال، لا يمكن هذا، ليس لها ذنب يستر عورتها
ودنى حذرا، قال: مياو سيدتي
أطرقت القطة لو تنشق الأرض وتبلعها
نغّم والشبق الشرقي بعينيه: مياو عيني مياو عيني
ذنبي مولاي! مياو لله!
له الشكر له الحمد...
سلامة رأسك لم يقطع سيدتي... تلك علامات الساعة اختبئي
صاروخ وساخات يقترب...
لاحظ أن الجلاد يسير حزينا، لا يرفع عينيه وفي مشيته عطب
ركض الهر ومن خلف البرميل تجشأ: أخرج للجلاد فحولته
وتمايل كالرقاص مياوه واه مياوا واه
فواحدة يا جلاد بواحدة
ركب الجلاد الخبل
أفرغ فيه مسدسه
قتل الهر عليه الرحمة
والصحف الرسمية قالت: لم يقتل، وافاه الأجل.
ألصقت النعوة بالحيطان وبالأبواب وحاوية الزبل
"لقد دهس المغفور له في ريعان صباه"
رئيس نقابة جرذان الزبل نعاه
وتوالى الخطباء وصاحت قطط الحارة: وهراه.
ناحت واحدة لا ذيل لها،
عوقب مأمور السجن بترفيع شواربه.
رحم الله القط دفناه
ويقام عزاء في حاوية الحارة إن شاء الله.
تلك علامات الساعة، قالتها الكتب..
عجب عجب، وطن عجب!
__________________