Oh... la... la...اش معناها زنقة حادّة؟

ها السؤال ( الوجودي) جاء في تدوينة من تدوينات ولادة (هنا)، سؤال طرحته عليها زميلة من زميلاتها... أنا خذيت ها السؤال و عملته تدوينة من غير ما نشاور ولاّدة على خاطر حتى هي ما تملكش الحقوق الفكرية متع السؤال و المالكة الحقيقية هي زميلتها اللي بقت مجهولة بالنسبة للجميع.

اش معناها زنقة حادة؟؟؟؟؟؟

ساعات سوء الحظّ هو اللي يوصلنا لزنقة حادّة... توقف و تختار ... تختار اليمين و تمشي... تمشي بأيمان اللي قادر انوّ يغيّرالعالم... تمشي برغبة... تعفس في الطين ـ تلعن ابليس ـ و تكمّل تمشي.. و تطيح وتقف و تتكب و تعاود ... وتمشي و تمشي ... ساعات تلقى ناس يمشوا معاك خطوتين ويرجعوا .. يخافوا ... يتعبوا.. وأنت تكمل وحدك...تمشي وتمشي... قلبك معبي بالايمان وبالنوايا الطيبة... ولكن للأسف انت من الاول كان حظّك عاثر و اخترت تمشي في زنقة حادة... من غير ما تضرب راسك على الحيط والاّ تبقى واقف و تسبّ في الزهر المقوّد... أعمل دورة و أرجع . أما يمكن العمر يكفيك باش ترجع لرأس الزنقة ويمكن تموت في الثنيّة...

هذيكة الدنيا... على فكرة ثمّة اشكون يموت من غير ما يعرف حادة و الا ماهيش حادة الزنقة...

ساعات تكون ثمّة برشة اشارات و بلايك تبيّن اللي الزنقة هذيكة حادة... تلقاها مدهونة بالموف مثلا و مع ذلك تمشي ... يمكن تلقى برشة ناس راجعين يقولولك: فك عليك من غير ما تكمّل حادة الزنقة راهي... و ما تسمعهمش و تكمّل تدخل ... و تمشي و تمشي.... و تبدا الزنقة تضياق و تظلام ... معاد تشوف شيء و تبدا الريحة تتبدل... ريحة غافّة، ناتنة كأنها ريحة خزّ... علاش دخلت؟ علاش ما رجعتش؟ مازلت ناوي تكمل تمشي القدام؟ مازلت ما تخنقتش؟ شيء؟ (وانت تطرح على روحك في ها الاسئلة هذي تدخل في مواطن اخر قاعد يدهدس بحذاك و تتخلط شلايكم و تولي عركة ... هو يقول " شلاكتي الأخرة على خاطر هذي واسعة وانت تقول لا أعطيني الفردة يا ندرا شنوة... ملاّ وحلة)

كّمل امشي.... في الاخر الزنقة حادة ... ما عندك وين توصل..

ساعات نتولدو في وسط الزنقة الحادة... ثمة اشكون كيف يشوف الضوء من شيرة وحدة يعرف اللي الزنقة حادة... ما يضيّعش وقت... يخرج و يمشي يلوّج على ثنية أخرى. و ثمّة اشكون يقلك انا باش نكمّل للاخر... ما تدريش تطلع ميش زنقة حادة...

غمضوا عينيكم وشوفوامليح... شوفوا بالخيال. حاولوا تتخيلوا انكم طائرين و تعلوا بالشويّة بالشويّة... باش تعلوا فوق الزنقة و فوق الزناقي و فوق الانهج... فوق الشوارع... شوفوا المدينة من فوق ..... الزنقة الحادة توّّة تظهرلكم مجرد خطّ ... ثمّة برشة خطوط أعرض و اطول ... حاولوا تطلعوا بخيالكم أعلى... المدينة ولات نقطة ... ( و انت طاير توّة و تشوف في المدينة نقطة ، بكلها بزناقيها بشوارعها .... زعمة مازالت تجي على بالك هاك الشلاكة اللي كنت تمشي بيها وعامل عليها عركة في أول الحكاية... أنت اساسا معادش تستحقّلها)


أش معناها زنقة حادة؟؟؟؟؟

الزنقة الحادة هي الافق المحدود اللي يخليك تنجم تعمل عركة وتقتل روح على فردة شلاكة بالصبع . الزنقة الحادة هي اللي تخليك تعيش عمرك الكل شاد خط و تمشي وما عندكش استعدادا توقف لحظة وتتلفت وراك و والا تسأل روحك ... هي ومن بعد؟ الزنقة الحادة هي للي ما تخليكش تتخيل انوّ ثمة حاجة اسمها غدوة...


غدوة الانسانية الكلّ باش تحلّق فوق الزناقي الحادة اللي تمشي فيهم توةّ... باش تحلق فوق الطين والعفن والظلام اللي غاطسة فيه للعنكوش..

غدوة جاي بالضرورة...


أكيد انكم كيف تتصوروا انوا انتم وصغاركم مثلا، ملك لشخص، اخر ينجم يبيعكم و الا يبيع احد من أولاد و يخلي المرا و البنات.. وانوّ ها الشخص ينجم يعمل بيكم اللي يحب... أكيد انكم تتقززوا و يمكن ياسر ما تنجموش تتخيلوا المشهد ( واللي كان في الماضي حقيقة وثمّة برشة قوانين تشرّعه و تدافع عليه و برشة عقول تتصوّر انوا عالمهم باش ينهار لوكان يتحرروا العبيد و هذا اللي صار فعلا... غدوة باش أولاد أولاد أولادكم ( كان نجمتوا تحافظوا على نوعكم) ما همش باش ينجموا يتصوروا الواقع اللي نعيشوه أحنا اليوم .اللي ثمة واحد عنده كل شيء و واحد يموت بالجوع... حاجة باش يتقززوا منها و باش يتقززوا أكثر وقت اللي يعرفوا انو ثمةّ عقول ما كانتش قادرة على انها تتخيّل عالم تتحقق فيه العدالة الاجتماعية ... ماكانتش قادرة تتخيّل انها تطير فوق الزناقي الحادة...

و اللي غمّتلوا الزنقة الحادة على قلبه حتّى لين ما عادش ينجّ يحلم... انوّ ها المعبوكة بين البشر باش يجيها نهار و توفى و يولوّا يتقاسموا الخيرات الكل بطريقة عادلة ويتولهوا بحربهم الحقيقية ضدّ الامراض والهموم اللي قاعدة طوّر في تركيباتها و ضدّ البهامة و الكبيّ.. نقلهم: احلموا.... احلموا... احلموا... حاولوا على الاقل.

مع الاسلامويين2

أخطر نوع همّ السلفيين المندسّين في رؤى حداثية و وراء خطابات حداثية . (خطرهم ما يتقارنش بالجماعة اللي مأطرتهم الرحمة والرسالة...)

أوّلا ، السلفيين همّة هاك الجماعة اللي يتصوروا اللي الحلّ الوحيد لمشاكلنا الكلّ، الكبيرة و الصغيرة ...

هو الاسلام و باش نكون دقيق: تطبيق الشريعة الاسلاميّة. معناها في بلاصة الديمقراطية عندك الشورى... في بلاصة التخطيط الاقتصادي اللي يضمن حق الناس الكل في الاشياء الاساسيّة كيف الماكلة و الصحة و القراية عندك الزكاة اللي باش تقضي حتى على السرقة على خاطر الناس الكل باش تتززى. في بلاصة الحرية وبرشة حاجات أخرين ما عندك شيء ( و الحجّة اللي يقدمها أغلب السلفيين كيف ما يلقاش الحجج المقنعة هي انوّ عقل الانسان موش قادر باش يدرك المقاصد الحقيقية من التشريع)

الناس هذوم بالنسبة ليهم الاسلام ينجم ينقذ الفقراء من فقرهم،البطّالة من بطالتهم، الحارقين من الغرق، يخرج الناس المظلومين من الحبوسات و ينبّت الحشيش و توليّ الدنيا خضرااااااااااااااااااااااااااااااااااااء والنّوار النوّار النوّاّر النوّار.... و العصافير و العصافير و العصافير .......... و خرير المياه....

بالاسلام ينجم يوليّ عندنا أحسن و أوسع كيّاسات و قناطر و ماعدش توليّ ثمّة احياء قصديريّة فقيرة تدور فيها الزّطالي ما عادش الناس يعملولوها البراكاجات ماعادش تمّة كنترة و ديماكسات من غير بلايك يجروا في وسط البلاد150 كلم/س يكنتروا في المازوت وساعة ساعة يخرجوا دماغات العباد من خشومهم و الشرطة تتفرج... و الاهم من هذا الكل نقضوا على العنوسة وننتصروا على اسرائيل.

وها الناس هذوم موجودين في نسختين على الاقل:


1 -المكشوفين و الليّ خطابهم مباشر، يعني الناس اللي يقولوا في الكلام هذا و يدافعوا عليه بشكل علني. وهم في الحقيقة ناس تأثيرهم محدود. على خاطر حججهم دحضها ساهل. والحياة هي الليّ قاعدة تثبت كل يوم وللناس الكل، اللي ما ثمّة حتى حد ينجّم يوقف قدام التّطوّر( تطور قاعدة تفرض فيه معطيات مادية/ اقتصادية ) و يكفي انّ الواحد يغمّض عينيه و يتخيّل مدينة من الممدن التونسية قبل 80 سنة و يحاول يتخيّل نهج و الاّ زنقة : توّ يشوف نساء متعدّين متسفسرين ومغطيّن وجوهم و توّ يشوف برشة رجال لابسين الشاشية و بجبايبهم .و من بعد يغمّض عينيه يتخيّل نفس النهج والاّ يعمل طلّة على نهجهم وتوّ يشوف الفرق



وهاي تصويرة خايفش يطل بحذاي واحد ما يحبش يتخيل

. و كي قلت مدينة من الممدن التونسية راني نقصد اللي قلته على خاطر في الارياف المرأة و لا عمرها تحجّت والاّ غطّت وجهها وأغلب وقتها تعديه البرة، تحرث وتزرع و تحشّ و تحطّب وتحصد هيّ و الرّاجل كيف كيف ( و الحكاية هذي تو نرجعلها)


أغلب ها الناس كيف ما قلت في التدوينة الفايتة (هنا) مأطرتهم القنوات التلفزية و مأثر فيهم الفيديو المفبرك متع 11/9 وأشياء أخرى ، يمكن زادة اللي يعملوا فيه ردّة فعل انتقامية من واقع كبّي ياسر ما ينجّموش يواجهوه . الناس هذوم تخليصهم ممكن ثمّ انهم ناس واضحين، يبانوا و الناس الكل تنجّم تعرفهم كيف يبدوا يحكوا على فوائد الصيام و الاّ السواك... . صحيح ناس يتصوروا اللي الذرّة، مذكورة في القرآن، وكيف تقلّه راهي الذرّة المقصودة هي النمّالة، راهي هذيكا اسمها الذرّة... ما يصدقكش أما يفك عليك... يمكن يقلّك، ربي يهديك... أما ما يكسرلكش راسك ببرشة مصطلحات وحجج و يدور يدور و من بعد يفسرّ الماء بالماء...

2 – النوع الثاني هم السلفييّن المندسّّّّّّّّّّّّين في لبوس حداثي و الليّ قلت هم أخطر برشة. و همّ النوع اللي يعنينا.

علاش؟

السلفيين المندسّين في لبوس حداثي يبينولك اللي هم عندهم استعداد للحوار و التواصل، انهم يدافعوا على الحرية وانّهم في صفّ التطور و التقدم... في حين اللي برنامجهم واضح ، تكسير خلائق،

علاش هم أخطر من الاولين.؟؟؟

النوع الاول ما عندهمش برنامج سياسي، تحرّك فيهم الحماسة و الحميّة، حكاية عاطفة معناها ( ما نعنيش اللي مسألة العواطف نجموا نستهينوا بيها راهو)

النوع الثاني، خطابهم اللي فيه برشة كلام من نوع" حقّ الاختلاف" و"الحريّة "و "الديمقراطيّة" ...) هو خطاب مخاتل ، خطاب ماكر فرضته موازين قوى معينة و ظروف موضوعية، و الهدف متعه الاستفادة من حركة المدّ العفوية و تعبية أوسع قاعدة ( حتى المتذبذبين طيّح في الرّيتم و حلّ اللعب وجيبهم معانا و توّ من بعد نتصرفوا) يعني لو كان جاء بيديهم و الا نهار اللي يولي بيديهم توّ يقيموا الحدّ على بعض حلفائهم متع اليوم(؟؟؟؟؟؟؟) والتجربة الايرانية تشهد و موش لازم نطوّل.

ها النوع الثاني قادرين غلى الالتفاف على أكثر الاشياء ووضوحا و يستفيدوا عادة من القراءات السلبية لخطاباتهم وحكاياتهم ويحاولوا يبينوا اللي هم أبرياء و محايدين ...

الناس هذوم ينجموا يحسّسوك اللي هم منفتحين ومستعدين لمراجعة كل شيء ( (تبديل الصوم بالاطعام مثلا . و حاجة الوحيدة اللي ما ينجموش يغيروها هي انهم يحكموا باسم الله و ينوبوه في تنفيذ برامجه على الارض )


توّ علاش نجبدوا في ها الامور هذي الكل.؟

على خاطر ثمة فرق ما بين المؤمن ( اللي ايمانه مسألة وجدانية ) و النوع الليّ عنده برنامج باش يسيطر و يحكم ويتحكم و يقرر بالنيابة على الناس الكلّ .

الاول ما يجبدهاش الحكاية متع الايمان أصلا ( تي ماهي حميمية والا لا؟ ايجيش منه توّ واحد يبدا يحكي في قهوة وبصوت عالي على تفاصيل حميمة عاشها مع حبيبته ؟)

الثاني تلقاه ما يفوتش مناسبة باش يقول الليّ هو متدين و اللي الناس يلزمها تفيق على أرواحها باش ننتصروا...

الايمان اللي ما يناقشه حد هو الايمان كيف ما يحكي عليه: Kierkegaardمفارقة تستوجب أحيانا التضحية بالعقل... كيف الحبّ

أنا شخصيا تجيني لحظات نحس فيه اللي ثمّة سرّ وراء ها العالم... لحظات ما نجمش نفسرّهم، فيهم نوع متع رهبة ومحبّة و فرحة... كيف الحبّ...

أنا شخصيا تجيني لحظات نحس فيه اللي ثمّة سرّ وراء ها العالم... أما ما نيش مستعد نضحيّ بعقلي. نقطة.





مارس



اعتقال مدون

اعتقال مدون صحافي بسبب عريضة تتضمن اتهامات ضد النيابة في مدينة تطوان
حسن برهون وضع خلال ثلاث سنوات ألفي شريط فيديو في 'يوتيوب' لفضح الفساد (عن القدس العربي)

الضوء ( بمناسبة مائوية الشابي)


أذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر

مائوية الشابي مناسبة للاحتفاء بهذا الشاعر، بالشاعر و الشعر عموما ولكن لكي لا نتوقف عند تخليد الذكرى، لكي نثبت وفاءنا للشابي، المتمرد الثائر... علينا ان نستمر في ما بدأه الشابي... في الثورة
في الشعر كان الشابي من الذين خلخلوا معايير القصيدة القديمة. كان الصنم (صنم القصيدة التقليدية) حينها قويا ثابتا و حوله الكهان والحرس المقدس، و مع ذلك كانت ضربات مطرق الشابي قوية (الكثير من النصوص "الابداعية"و محاضرة الخيال الشعري خاصة) . صحيح أنها لم تتمكن من هدم الصنم و لكنها خلخلته، ارتج... ولم يعد ممكنا بعدها أن يظل واقفا الى الابد...
في الحياة ، كان الشابي أغنية الثورة و هو اغنيتها الآن..: ارادة الحياة

ولكن كيف نعبر عن ارادة الحياة؟؟؟؟
تعبيرنا عن ارادة الحياة قد يكون قراءة مختلفة لنص من نصوص الشابي ( ان نرى الى تجربته باعتبارها ككل عمل، فيها أمارات فتور و ضعف وتلك أمارات الانساني وشروطه).
الارادة قد تعكسها قراءة نص ما (أي نص) قراءة تنزع الابدال و التغيير.
ارادة الحياة قد تتجلى في كتابة نص ما...نص لا يستكين ولا يخضع... نص بمذاق لاذع...
ارادة الحياة، تعني ببساطة، ان نحب الحياة... ان نحول كل حركة من حركاتنا ، كل عمل من أعمالنا الصغيرة و الرتيبة الى احتفاء بالحياة الى حفل حقيقي... اننا نمتلك الادوات الكافية و الطقس مناسب جدا و الاضواء مشتعلة: اننا هنا على هذه الارض و ندرك الحقيقة.... فلنغير هذا الواقع اذن.



أفكار أم حوادث سير؟؟؟

ساعات تبدا تقرا في مقال في مجلة والا تحكي انت واحد. و الا ساعات حتى تبدا قاعد في قهوة وزوز قاعدين في الطاولة اللي بحذاك و يحكو بصوت عالي (باش يسمعوك زعمة؟...) و فجأة ايجيك احساس انك منعت

من الموت بمعجزة (هوكش) ، كأنه تكتبك عمر جديد...

طبعا على خاطر هاك الكلام اللي قريته و الا سمعته يتضمن أفكار ، هي في الحقيقة أقرب للأكسيدونات منها الى أي حاجة أخرى... أفكار توصل للموت و في أفضل الحالات للاعاقة، ترسي للضحية في كرسي متحرك.

طبعا الموت اللي نحكو عليه موش موت فعلي بشرطه و لو انه الامكانية واردة، أما في أغلب الاحيان يكون الموت رمزي... يولي لواحد من بعد ما يتعرض لتأثير هاك الافكار روبوا تسمع تزرييطها من بعيد و الا تكون عكسية الامور يولي موش مستعد يستمر حتى في شي ... وتطير النفحة من الالتزمات بأنواعها و يطيقر وساعات يعمل ردة فعل انتقامية و يمركي بونتو في مرماهGoooooooolllll….

الافكار هذي عادة هي الافكار المتطرفة بأنواعها، هي الافكار اللي بالنسبة للواقعين تحت تأثيرها النص أقدس من الحياة (أي نص يرفع للمنزلة هذي يولي خطر على اللي متبنينه و على غيرهم )

و الناس اللي يكونوا تحت تأثير الافكار هذي هم عادة ناس يخافوا من الخطأ، بالنسبة ليهم الخطأ جرم شنيع و ديما يعطوا انطباع اللي هم ما يغلطوش ( طبعا ها الخوف المرضي من ارتكاب الاخطاء وثيق الصلة بالعبودية، على خاطر العبد فقط اللي كان يخاف لا يكسر صحن وهو يغسل في الماعون متع السيد وكيف يبدا يخدم في الحقل تلقاه راد باله لا يعفس على شجرة مغروسة جديدة ... كيف يغلط العبد، أقرب عبد ليه يمشي يقوّد للسيد و في الحالة هذي ، يشدوا هاك العبيد و يربطوه على شجرة و ياكل على راسه المسكين.... طبعا موش السيد هو اللي يضرب في العادة يكلفوا عبد اخر باش يقوم بها المهمة وهذا علاش العبيد يخافوا من انهم يغلطوا أما الاحرار كيف يغلطوا يقولوا غلطنا... هاو باش نصلحوا...)

نتفكر مرة حطتني الصدفة في نقاش مع واحد من ها النوع قعد يخطب علي ايجي ساعة و نصف و انا نستنى وقاتاش يعطيني فرصة باش نتكلم، وين نقول:" أنا نتصور... و نجي باش نتكلم يقول لي:" لا المسألة هذي محسومة..." وكيف يخليني نقول معاه كليمة يقول: تي هاك متناقض انت... لا المسألة هذي راهي محسومة"

تي شنوة بنادم هو من غير هاك التناقض... بنادم أهش من جناح فراشة، اش ما جاء يشيخه: أي نتصار في اي مكان في العالم...كليمة طيبة.. 4 بيرة... حكاية تفرهد على القلب... 10 الاف تنزاد في الشهرية و الا يلقاها في جيب من جيوب حوايجه بعد ما ينساها... تكويرة عشية السبت... لمّة

و بنادم اش ما جاء يعكرله ميزاجه ويعيفه في الحياة: خليقة أي ديكتاتور يشوفها في التلفزة و الا في الشارع... خبر موت و الا مرض، بقطع النظر على علاقته بالميت و المريض.. كي يشوف ناس تعاني .. حتى كي يشوف شايب و الال عزوز موش منجم يمشي و شاد في الحيط باش ينجم يوقف ... تتخبث خواطره...


نتفكر بيتين لامرئ القيس ـ نتصور يكثفوا بنادم ـ يقول :

ارانا موضوعين لحتم غيب و نسحر بالطعام و بالشراب

عـــــــصافير و ذبان ودود و أجرأ من مجلحة الذئاب

و هذا كلام يصور مدى هشاشة بنادم، ها المخلوق اللي تلقاه أجرأ من فروخ الذيب... خارج يدحس و عينيه مازالوا مغمضين... يلوج على الحياة و هو في الحقيقة حجمه في ها الكون كيف الذبان و الا الدود... اش ما جاء يقضي عليه..

بنادم هش... ياسر هش وما ينجم يكون قوي كان بالاحاسيس والافكار اللي عايش بيهم و اذا ما ردش باله مليح و أصاباته اللوثة متع التطرف ينجم يجي نهار و يقولوا : "مات متأثرا بأفكاره "

مع الاسلامويين1

احنا مجموعة متع اساتذة ومعلمين نخدمو في ريف و نتنقلو يوميا. و بما انو عندنا اربعة سنين على ها الحكاية ( الكلهم تعدو زمة) وثمة اشكون عنده اكثر ولت علاقتنا مع الشوفرة متع النقل الريفي علاقة متينة، ولينا نعرفوهم ويعرفونا و نحكولهم ويحكولنا... يخذوا بخاطرنا و يستنونا. و احنا بالمقابل ما نطلعوا كان معاهم..

الصباح احنا يلزمنا نخرجوا قبل بساعة و الا ساعة غير ربع. اذا نخدمو 8 يلزمنا السبعة غير ربع نبدوا في المحطة.. و السبعة غير ربع في الشتاء الدنيا ظلمة دحيسة خاصة كيف يكون الطقس خايب شوية (تسحب السماء و ما تصبش المطر في العادة)

للحد هذا نتصور انكم تنجموا تفهموني كيف نحكيلكم على مختار متع النقل الريفي.

مختار عمره تقريب 35و الا 36 سنة، هكة يظهر و يمكن يكون اصغر، قصير شوية و ضعيف، و مختار من الشوفرة اللي ما تنجمش تحدد مزاجه كيف تخزرله، ما تنجمش تعرف متفرهد و الا متغشش، الحاصيلوا ملامحه ما تجوبش.

نهار من النهارات المظلمين متع الشتاء ، طلعنا مع المختار ، الكرهبة معبية، الكراسي مندين شوية، و الشباك اللي بحذاية يعمل في الحس و يدخل في الهواء البارد والبرد يضرب في العظم مباشرة ، الدنيا مازالت مظلمة و ثمة ضباب ... اول ما خرجنا من (مناطق العمران) حل مختار المسجلة متع الكرهبة. حلنا "عذاب القبر" و قو في الصوت و بدا هاك الراجل يبكي و يتضجر و يتوعد ... تو الدنيا مظلمة و الكراسي مندين و عذاب القبر يشرقع ، و مختار يجري يمكن في 120كلم/س و الا اكثر، يعني تحس بروحك على نعش ومتوجه طول للاخرة....

انا الحق فديت و ما نجمتش نصبر:

ـ سكر علينا المنوحة و نقص شوية يا مختار، شبيك حليتنا عذاب القبر على الصباح، ناقصين نكد، ما عمار قايم بالواجب ( مختار ما ينجمش يعرف أنو عمار نقصد)

و على كلمة منوحة يعملي مختار ندابة:

ـ منوحة... تي هذاكة ختم القرآن موش عذاب القبر... و خزرلي المختار خزرة حسيتها معبية بالازدراء و فيها نوع غريب متع تهكم، حسيت مختار يحب يقولي: ( لاعبها قاري و تقري في الصغار .... اش قروك مالا كي ما تعرفش دعاء ختم القرآن) و أنا بالرغم الي متأكد انو عذاب القبر كنت باش نجاوب المختار ببرودة دم :( الحق احنا ما قروناش عليها الحكاية هذي في الجامعة، يمكنش يقروها للجماعة اللي يكملوا قرايتهم بعد المتريز...)

مختار خزرلي و سكت و انا شديت فيه الباس باش يسكر علينا المنوحة... و تكلم معلم قاعد من تالي و قال للمختار : نقص ياخويا راك ماكش هاز الثلج... سايسنا يعيشك

وعلى كلمة ثلج نشيخ أنا ضحك. أنا الحق تفكرت واحد من أصحابي حكالي نكتة على واحد، قال أول ما شروا فريجيدار، من الفرحة عمل كسكروت بالثلج...

المخ ما عجبتاش الحكاية و بدا يقحرلي على جنب... وما ذبيه كان ماعدادش نطلع معاه اصل

تو انا مشكلتي ميش مع المختار، أنا نعرف اللي المخ يروح تاعب، يمكن يبدل حوايجه و يمكن لا، يتعشى و يتمشى و يحل التلفزة ، ومما لا شك فيه اللي مختار يتفرج على الشيوخ و يبدا يصلي على النبي و على دين والدين الثقافة و العلم اللي معبين بيه الشيوخ رؤوسهم ...

و نعرف اللي المختار ينجم يتبدل180 درجة لوكان يبدل الشان اللي يتفرج عليهم...

ثمة الآف المخاتير اللي نجموا ننقذوهم من عذاب القبر اللي عايشين فيه لوكان نوسعوا بالنا معاهم شوية، و من غير ما نصدموهم نبينولهم اللي العقل هو اللي يميز بنادم على الهوايش الاخرين و اللي بنادم هو الهايشة الوحيدة اللي تفكر و تتكلم و بما انها تفكر وتتكلم يلزمها تشك في الكلام اللي قالوه الهوايش اللي يفكروا و يتكلموا الاخرين، على خاطر ما ثمة حتى فرق بين هايشة تفكر و تتكلم و هايشة اخرى تفكر و تتكلم...

هيا قول وصلنا وخدم الواحد و خرج وقف على الكياس باش يعمل ستوب .كيف يكمل الخدمة تلقاه الواحد خواطرة مدرهة من التعب ويبدا تكلم في القسم 6 سوايع ،و شاح ريقه كما ينبغي... معناها مذا بيه يروح ساكت، النفس لا، أما الضريبة اللي يدفعها هي انو ساعات يدبر ستوب ، وكيف يجبدلك السيد اللي حبسلك الهدرة يلزم تتفاعل معاه شوية، موش معقول باش تطلع في كرهبته و كيف يكلمك تقلو: تعمل مزية سكر علي فمك راني تاعب...

المهم: نهارتها من سوء حظي ، طلعت مع سيد أعظم من مختار متع النقل الريفي،

السلام عليكم، عليكم السلام، قالي : تخدم هنا ؟ ( تو أنا واقف قدام الليسي نعمل في استوب و في ايدي كرتابل، زعمة نطلع نخدم في الستاغ...)

أيه نخدم هنا ، قلت.

-أستاذ؟

اييه قلت،

قال : رجل تعليم معناها؟

( اينعمبو ها النهار الكلب قلت في قلبي) خزرتله و تبسمت.

سكت شوية وجبدلي الهدرة على الجفاف: يخزر من شباك الكرهبة و يقول: الكل من أعمالهم، باش يقتلهم القحط.

(برة قلت نسكت خير، انا ريقي شايح خلقي وهو يظهرلي فيه يحب يحكي برشة ـ على حساب السيد الرب اللي يحكي عليه شمايتي، متشمت في الناس اللي خلقهم. تي الواحد هاو انسان لا زاد لا نقص و ما ينجميش يتشمت في تلميذ بليد ركيك...)

هيا دورت وجهي للشباك و قلت خليني نعمل روحي باش نرقد من التعب، أما السيد ما حبش يفك، قالي:

بربي تو انت استاذ و قاري، باش نسألك: الموسيقى حرام والا حلال

أنا الحق لعبت علي الدوخة... حسيت ايد كبيرة و كاسحة و ناتنة عطتني صرفاق و اختفت...حدود العالم تتقلص و تتمدد في كل دقيقة كيف الاكورديون و احنا نحكو على الموسيقى حلال و الا حرام .... ونسخايلو الجنة برديل... ملا وكسة
لا ، قلت، ماهوش صحيح، ماهيش حرام الموسيقى ... نضروش حد كيف نعزفوا و الا نسمعوا الموسيقى ،
قال لا
قلت : مالا وين المشكلة...
سكت شوية و قال هاو الشيخ... ( سمالي نومرو انسيت اسمه) قال ندرا اشكون قال في كل مزمار شيطان..
انا بدت تطلعلي الكلبة بنت الكلب، قلت:مالا على الحساب هذا الارغن مثلا مجمع متع شياطين، معسكر كامل...
ـ راهم الشيوخ و العلماء يعرفوا اش يقولوا، راهو موش من فراغ يتكلموا، لا انت و لا أنا نجموا نوصلوا الى مستواهم.قال
ـ لا ، قلت، انا خير منهم الشيوخ اللي تحكي عليهم...
و يستلبس الراجل فرد دقة... يمكن مخه تحرق فرد مرة... حسيته شعل من داخل، و الله فرحت، وقلت خليني نكمل عليه اليوم، خلي يحلف ما عادش يحبس استوب حتى ل حد،
قتله: هذوكم ما يعرفوا شي راهم...
خرفففففففففففففف قال.تو بربي كيفاش ما يعرفوا شي و يعدوهم في التلفزة؟؟؟
قلت: تي هام يعدوا في اشرطة وثائقية على البهايم في التلفزة و على الجران و البوكشاش... معناها يعرفوا، ثم انو بلعكس ما دام تعدى في التلفزة معناها ما يعرفش في أغلب الاحيان...
الحاصيلو شخت عليه، بالدم البارد و نلقى روحي ما عندي علاش نغشش في روحي
أما الواحد كيف يفكر في الحالة اللي وصلنالها، في مختار و السيد اللي حكيتلكم عليه.... يخاف، ما يخافش على ها الجماعة هذوما اللي ماشين ، أما يخاف على الجايين
طبعا جزء كبير من المسؤولية على ها المد الظلامي الغريب ، نتحملوه أحنا . أحنا المسؤولين ، على خاطر احنا الي خلينا الفراغ يتوجد و اذا توجد فراغ يلزم تعبيه حاجة... احنا اللي بقينا نتفرجوا على تلامذتنا، تأطر فيهم الرحمة و الرسالة و الزيتونة.... ومن بعد نقولوا، شبيهم ولوا هكة؟
احنا اللي نحسوا في الانهيار و التردي و نلمسوا فيه كل يوم و باقين نخزروا....