مع الاسلامويين 3
و وقتها حكيت على الظاهرة من خلال نماذج اجتماعية حقيقية صادفتها و الا كنت نتعامل معاها.. و في نفس الفترة حكيت على نوع اخر من الاسلامويين اللي كانت الجزيرة و غيرها من المنابر مفتوحة امامهم باش يسوقوا كذبتهم الكبيرة.. كذبة القبول بالاخر.. بلعبة الديمقراطية .. كذبة تطور اطروحاتهم .. و رفضهم للعنف.. الاسلامويين المندسين في لبوس حداثي.. اصحاب الخطابات المزدوجة.بل والمتعددة...(هنا)
و في التدوينة هذي باش نكمل نحكي على الاسلامويين... الاسلامويين اللي في السلطة.. لكن قبل هذا ما ذا بي نذكر بحاجات من باب وذكر لعل الذكرى..
1ــ في سياق سعيها المحموم للسلطة كانت النهضة قد مارست العنف، و مانيش نحكي على ماء الفرق و الحرق والتفجيرات فقط بل نحكي على محاولتي الانقلاب في 1987 و في 1991 (و اذا الثانية مشكوك فيها فان الاولى ثابتة باعترافهم)
2ـ بعد وصول بن علي للحكم النهضة شاركت في الانتخابات و كانت باش ترضى باللي كتب من بن علي ( اللي سموه حامي الحمى والدين و لمزيد الدقة كان هذا نهار 17 جويلية 1988 يا سيدنا الشيخ كان تتفكر) لكن بن علي هو طلع ما يقسمش مع حتى حد و طبعا كان الرد محاولة تصفية النهضة
و هذا يعني اللي النهضويين اللي تسجنوا و تمت ملاحقتهم و تعذبوا.. ما تعذبوش من اجل الشعب الكريم كيف ما يحبوا يظهروا و انما من اجل السلطة... و هذا ما ثبت بعد توليهم السلطة
3- بعد تعرض الالف النهضويين ( كيف ما قالوا) للتعذيب والسجن و القمع قيادات النهضة اللي كانت في الخارج كانت تلوج على اي باب يرجعهم لحضن بن علي...كانوا يغازلوا في صهره الفاسد سيء الذكر صخر الماطري و يبعثوله في برقيات التهنئة و ربما تصوروا انه الخليفة الوحيد لبن علي لذلك بدوا يطحنوله على بكري.. طبعا ما خفي ربما يكون اعظم و لكن الثابت كيف برقية التهنئة اللي بعثها راشد الغنوشي لصخر الماطري وقت اللي حل اذاعة الزيتونة يفتح الشهية لتأويلات عديدة... زعمة كان ثمة تونسي ما يعرفش اللي صخر الماطري فاسد؟؟؟؟؟
و باختصار واضح و جلي اللي قيادات النهضة كانت مكلوبة على السلطة.. تقسمها مع بن علي او تقسمها مع صخر موش مشكل.. توصللها بالانتخابات و الجري في ركاب بن علي و الا توصللها بالانقلابات و الكرطوش و الدم موش مشكل .. المهم انها توصل للسلطة
بعد انتفاضة 17 ديسمبر/14 جانفي النهضة كانت محضرة روحها على الاخر.. كانت فرصة و ماهيش مستعدة تخسرها
و بقطع النظر على لعبانها على عواطف الناس واستغلال فقرهم و عدم اطلاعهم.. بقطع النظر على تسول العواطف والتحالف مع الانتهازيين بجميع اطيافهم كان جلي انها قدمت الضمانات الكافية للامريكان و الاوروبيين و السعوديين و القطريين ... يعني قدمت الضمانات الكافية للامبريالة و للرجعية في نفس الوقت.. و لا شك ان الحضن اللي خذا به الجبالي زعيم الصهيونية في امريكا سيء الذكر ماك كاين واحد من الصور المعبرة على حجم الضمانات المقدمة... و من غير ما نحكوا على مقترح دسترة تجريم اسرائيل اللي ترفضه النهضة رفضا قاطعا.
توة نشوفوا اش ينجموا يعملوا الاسلامويين بالسلطة؟
و الاجابة ما تقتضيش لا اجتهاد و لا تكسير راس.. كل يوم جديد تحت حكم النهضة و حلفائها يقدمنا هو اجابة بحد ذاته و لكن انا باش نحكي على بعض النقاط فحسب
-1 تم تعيين رفيق عبد السلام بوشلاكة وزير خارجية و طبعا تم تعينه بصفته صهر راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة.. بعض التوانسة تململوا على خاطر ما عادش عندهم استعداد لتكرار تجربة بن علي و اصهاره اللي مازالت اثارها فاعلة في تفاصيل حياتهم اليومية... و طبعا النهضة قدمت تبريرها.. اختيار رفيق عبد السلام بالذات كان لكفائته و ليس لاعتبارات اخرى ... ومن بعد تبين اللي كفاءة رفيق عبد السلام تتجلى في جهله بطول السواحل التونسية..
وموش اكهو.. ثمة ما اعظم من الجهل بالجغرافبا... وزير خارجية يتحدث في منبر خارجي على " احزاب الصفر فاصل"؟؟؟ هذي الديبلوماسية التونسية في عهد النهضة.
2-عجز النهضة التام على العثور على حلول حقيقة لمشاكل التوانسة ( و هذا امر ينجم يتفهم بالنظر للكفاءة اللي تزخر بها النهضة كيف السيد رفيق عبد السلام مثلا ) و هنا نفرق بين حل المشاكل اللي ينجم يستغرق سنين والعثور على الحلول المناسبة اللي المفروض يكون موجود قبل تسلم السلطة. المهم ها العجز المقرون بخوف مرضي هستيري عند قيادات النهضة من فقدان السلطة او خسارة جزء منها في حال تصير انتخابات مثلا، خلى النهضويين و خاصة القيادات يتخبطوا بشكل اخرق.. و هنا ظهر الحديث على المؤامرة اللي قاعدة تتحاك ضدهم بهدف تعطيلهم و اللي ما ظهرلهمش بعد انها مؤامرة... و في نفس الوقت يبدوا انهم قاعدين يوجهوا في اهتمام الناس لمسائل لا علاقة لها بالمشاكل الحقيقية... نقول يبدوا على خاطر ما ثماش حتى دليل واضح باستثناء المنطق السليم، يعني، بالمنطق، اشكون المستفيد من تحويل اهتمام التوانسة على مشاكلهم الحقيقة؟؟؟
بالمنطق، هل يعقل مثلا ان يتزامن تدنيس القرآن في بنقردان و تدنيس مسجد في العاصمة؟؟؟ و من المستفيد ؟؟؟
3 ـ هات نشوفوا المواضيع اللي قاعدين يناقشوا فيها التونسة في الشارع ( تحت حكم النهضة)
النقاب، الحجاب، اللحية، مجلة الاحوال الشخصية، الشريعة... و اليوم في عيد الاستقلال بعد بعد اكثر من نصف قرن على الاستقلال التوانسة اضطروا انهم يهبطوا للشارع باش يدافعوا على حقهم في دولة مدنية... موش كأننا رجعنا خمسين عام لتالي؟؟؟؟
النقطة هذي نحب نختمها بكلمة لصادق جلال العظم: يقول " انني على قناعة من ان من خصائص الازمة العامة المستحكمة في الحياة العربية الراهنة و أغراضها صعود و انتشار و هيمنة تيارات فكرية ارتدادية لا عقلانية تتناول فكريا و فلسفيا جميع المسائل من مواقع العداء للعقل و للتقدم و للعلم "
وللتبسيط أضيف: الاسلامويين راهوا ما ينجموش يؤمنوا بالتقدم ... التقدم يتعارض جوهريا مع فهمهم للتاريخ... راهو بالنسبة ليهم بقدر ابتعادهم على لحظة النبوة بقدر الغرق في الانحطاط... راهي لحظة النبوة بالنسبة ليهم هي المركز و هي قمة التطور هذكا علاش يحبو يرجعولها... راهي حكاية تصور للتاريخ ماهيش حكاية شهوة... بالنسبة ليهم التاريخ خط متواصل. النقطة المضيئة هي لحظة النبوة كيف ما قلنا و بعدها يبدأ الانحطاط ، يعني التقدم ماهوش القدام و انما لتالي... و السلطة اذا يمتلكوها فانهم بالضرورة باش يستعملوها في تطبيق نموذجه اللي كماله يكون بقدر تطابقه مع لحظة النبوة.. يعني اذا تلقى اخوانجي يحكي على الديمقراطية افهم اللي هو يا اما موش فاهم و الا يحشي فيه و الاحتمال الثاني اقرب.
ما نعرفش شبيني كبي اليوم ؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق